عقد في فترة ما بين 18 إلى 20 أبريل/نيسان، بمدينة كراكاس أعمال المؤتمر العالمي “بديل اجتماعي عالمي”، الذي روج له التحالف البوليفاري لشعوب أمريكا – معاهدة التجارة الشعبية (Alba-tcp) كمساحة لتعزيز الوحدة وصياغة جدول أعمال يحمي منطقة أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي والعالم ضد الهجمات الإمبريالية في هذه الحقبة الجديدة.
وعزز رئيس جمهورية فنزويلا البوليفارية، نيكولاس مادورو، نهجه بشأن الحاجة إلى بناء اقتصاد عالمي. بديل اجتماعي عالمي جديد لعصر التحول الجديد، ومن الوثيقة التي أصدرها هذا الاجتماع، حدد رئيس الدولة (أنها تتيح لنا أمتعة سياسية وبرنامجية وأيديولوجية وافرة وكاملة، وتضعنا مرة أخرى في المقدمة لبناء بديل اجتماعي عالمي جديد لعصر التحول الجديد).
وأشار مادورو في هذا السيناريو إلى ما تقوله فنزويلا بالعبارة التالية “حقبة جديدة من الانتقال إلى الاشتراكية، حضارة جديدة، حضارة الحب والمساواة والتضامن والحياة، بدون رأسمالية مهيمنة، بدون استعمار، بدون فاشية، بدون الليبرالية الجديدة، بدون الرأسمالية المتوحشة، مجتمع جديد تم اختراعه وإعادة اختراعه لأن العالم متعدد الأقطاب قد ولد بالفعل”
وأضاف “في مواجهة هذا الواقع، نحذر من أن الإمبريالية تعرف بالفعل أن هذا هو الحال ولهذا السبب بدأ العد التنازلي للهيمنة، وهيمنة الرأسمالية الجماعية للغرب. لقد بدأ العد التنازلي وستكون الإنسانية القادمة أفضل بكثير.
وأشار الرئيس مادورو إلى قضية تغير المناخ التي وردت في الوثيقة التي يعمل عليها الاجتماع، لقد تحدثنا عن قضية تغير المناخ هذه وأرى أنها تنعكس بشكل جيد في الوثيقة التي عملت عليها، “هذه الوثيقة تستحق أي شيء لأنها هنا تنص على وجه التحديد على ما قاله (زعيم حركة العمال الريفيون في البرازيل، جواو بيدرو ستيديل) جواو بيدرو”
وحذر “إذا بقينا مع الخطابات القديمة، مع الشعارات القديمة، مع الأساليب القديمة في ممارسة السياسة، فسوف يتفوقون علينا ويسببون لنا جميعا غبارا كونيا، وسوف يأتون، كما قال المحرر، “سنغادر” للأجيال القادمة عدة قرون من الهيمنة والعبودية والاستعمار الآن في ظل الفاشية”، لكن “هذا لن يحدث لأننا في الاتجاه الذي هو عليه الآن”.
بدأت الفعالية بنشاطات ثقافية وكلمات ترحيبية من قبل الأمين التنفيذي للALBA، خورخي أريازا، بعد ذلك، ستُعقد ندوات حول “مخاطر وتهديدات للإنسانية”؛ “الحضارة المتدهورة”؛ “إمبريالية واحدة، عدو واحد”؛ و”ضرورة مشروع مشترك”، وسيشارك في الندوات عدد من المثقفين والزعماء الاجتماعيين مثل أتيليو بورون (الأرجنتين)، رانيا خالق (الولايات المتحدة / لبنان)، خوان كارلوس مونديرو (إسبانيا)، كارلوس روسيرو (كولومبيا)، تيبوغو فادو (جنوب أفريقيا)، مارتا مارتين (إسبانيا)، أبيل بريتو (كوبا)، ميسيلين غوريت (البرازيل)، وغيرهم.
وفي 19 أبريل، تركز النقاش في الجلسة على مناقشتين بارزتين: “مبدأ الوحدة كعنصر تحولي” بقيادة الأمين التنفيذي للتحالف، خورخي أريازا؛ و”الإمبريالية المفرطة وبديل اجتماعي عالمي” تحت إشراف فيجاي براشاد من معهد البحث الثلاثي للدراسات الاجتماعية، بالإضافة إلى التركيز على “دعوات التضامن” بقيادة الأعضاء المذكورين سابقًا.
أما اليوم السبت 20 أبريل، عقدت “الندوة الشبابية المناهضة للإمبريالية في الصراع والتضامن”، حيث تم بث فعالية “اللقاء من أجل بديل اجتماعي عالمي” على جميع وسائل التواصل الاجتماعي للALBA-TCP، متسقة مع رؤية التحالف للتواصل بشكل كامل مع الشعوب.
هذا النقاش أساسي لوضع استراتيجيات تساعد في محاربة الشكل الجديد والخطير لتدخل الإمبريالية الأمريكية في المنطقة، حيث تشدد عمليات فرض العقوبات على فنزويلا وغيرها من الدول الشقيقة في العالم.
حيث أكدت الأمانة التنفيذية للALBA-TCP ومعهد سيمون بوليفار بأن هذه الجلسات من النقاش والتحاور تهدف إلى اقتراح جدول أعمال لأفعال ملموسة يمكن للشعوب تنفيذها لمواجهة الإمبريالية والنموذج الاقتصادي والاجتماعي غير المستدام الذي يروج له، وإيجاد نقاط توافق يمكن تحويلها إلى حلول جماعية لمشاكل الشعوب الحقيقية وبناء نموذج حضاري جديد.
أما فلسطين فكانت حاضرة وبقوة في الفعالية التي امتدت لثلاثة أيام وذلك من خلال كلمة المدير التنفيذي لALBA-TCP حيث أكد بأن فنزويلا كانت ومازالت شريك وداعم أساسي لنضال الشعب الفلسطيني، وأن المقاومة الفلسطينية وضعت اليوم من جديد القضية الفلسطينية على الواجهة وأن الامبريالية العالمية ورعيعها الصهيوني لا يفهم الا لغة القوة .
خلال الفعاليات ايضا تم عقد ملتقى للشباب المناهض الشبابي حيث قدم عدد من الرفاق من المنطقة العربية والمغاربية تصورا عن أهم القضايا والتحديات التي تواجه الشباب، عدا عن تقديمهم أيضا للواقع الذي يعيشه الشاب العربي وبالاخص الفلسطيني نظرا لما تشهده فلسطين من مجزرة جماعية بحق الشعب الفلسطيني في غزة، وفي نفس السياق تم الحديث عن ما يعانيه الشعب الفلسطيني في غزة والضفة على حد سواء .تم التأكيد على القضية الفلسطينية هي قضية اممية وبذات السياق التاكيد على الهوية الفلسطينية.
وفي بداية حديث ممثل الجبهة الشعبية السياسي المشارك في أعمال المؤتمر، قامت إدارة المؤتمر بالطلب من الجمهور أن يقف ويصفق ويهتف للمقاومة الفلسطينية وللشهداء.
وفي سياق هذا التفاعل القوي استكمل ممثل الجبهة حديثه وسط تصفيق متواصل وقال “إننا كشعوب الجنوب ومعاديي الإمربيالية.. كلنا فلسطينيون وذلك نثبته بالسياسة الإمبريالية التي تقوم بها ضد شعوبنا وبنفس طريقة القمع والمذابح على مدى السنوات”.
ونؤكد على أن هذا العالم سيكون عالم حر دون وجود للصهيونية وأن تحرير فلسطين يعني تحرير العالم، فما قاله المحرر سيمون بوليفار قبل ٢٠٠ عام بأن “الوطن هو ما تحمى فيه الحقوق” وجاء بعده رسول الحرية خوسيه مارتيهالذي قال بأن “الوطن هو الإنسانية وجئنا نحن لنكمل هذه المسيرة ولنقول بأن المعيار الحقيقي للمواطنة في هذا الوطن هي الثورة”.
وأضاف “لا يجب علينا أن نتحدث بعد اليوم عن حل الدولتين، هي دولة واحدة ديمقراطية من النهر للبحر، الكفاح المسلح هو الطريق التي فرضته علينا الصهيونية كونها أيدولوجياً إحلالية توسعية، مختتماً كلمته وسط تصفيق مستمر وحار من الجمهور بعاشت فلسطين من النهر للبحر، عاشت فنوزيلا وعاش التضامن بين الشعوب”