يومًا بعد يوم؛ تزداد حدّة أزمة المياه في قطاع غزّة خاصة في المناطق الشمالية، بعدما دمر الاحتلال الإسرائيلي البنى التحتيّة في القطاع وشبكات المياه والصرف الصحّيّ وعددًا من محطّات التحلية العاملة.
ويزيد ارتفاع درجات الحرارة في الوقت الحالي من استهلاك الأشخاص للمياه، في ظل شح الكميات المتوفرة ما يضطر الفلسطينيين إلى السير مسافات طويلة للحصول على المياه وقد لا يتمكن كثيرون من الحصول على المياه بشكل يومي بسبب كثافة السكان، في ظل التعمد الإسرائيلي لاستهداف شبكات وآبار المياه بهدف تعطيش السكان.
والخميس الماضي، أعلن عن توقف محطات تحلية المياه التي تزود محافظتي غزة والشمال عن العمل جراء نفاد الوقود اللازم لتشغيلها.
وذكرت مصادر محلية، أن المحطات توقفت عن العمل بشكل كامل، ما ضاعف من معاناة الأهالي والأوضاع الإنسانية في تلك المناطق، لا سيما بعد تعمد الاحتلال تدمير آبار المياه في شمال غزة
وخلفت الحرب آثارًا كارثيّة على البنية التحتيّة للمياه، وشبكات المياه ومصادر الإمدادات بشكل عامّ، إذ تمّ تدمير 40 بالمئة منها، وتعطّلت المضخّات الرئيسيّة إما بسبب القصف أو بسبب نفاد الوقود.
ويعاني مئات آلاف الفلسطينيّين شمال قطاع غزّة من صعوبة بالغة في توفير المياه الصالحة للشرب، حيث يقطعون مسافات طويلة من أجل الحصول على بضعة لترات منها.
وفي وقت سابق، قال بيان مشترك صدر عن الجهاز المركزيّ للإحصاء الفلسطيني وسلطة المياه الفلسطينيّة، إنّ إجماليّ المياه المتوفّرة حتى مارس 2024 في قطاع غزّة يقدّر بحوالي 10-20 بالمئة من مجمل المياه المتاحة قبل العدوان، حيث تخضع تلك الكمّيّة لتوفّر الوقود.
وتراجعت حصّة الفرد الفلسطينيّ في قطاع غزّة من المياه بنسبة 96.5 بالمئة خلال الحرب، حيث بالكاد يستطيع الفرد في قطاع غزّة الوصول إلى ما بين 3-15 لترًا من المياه يوميًّا في ظلّ الحرب المتواصلة.
ويعتبر شحّ الوقود وارتفاع أسعاره من أبرز المعوّقات الّتي حالت دون تشغيل محطات تحلية المياه أو تخفيض تشغيلها ما أدى إلى ارتفاع أسعار المياه إلى 15 ضعفا من سعره الطبيعي.
ويعاني غالبية الفلسطينيين في قطاع غزة، من حالة عطش شديد، حيث إن كميات المياه المتوفرة قليلة ولا تلبي حاجة الفلسطينيين خاصة المياه الصالحة للشرب، بسبب سياسة التدمير الإسرائيلية للآبار وخطوط المياه منذ بداية الحرب الإسرائيلية المدمرة والدامية على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر.
وكانت وكالة “أونروا” قد حذّرت مطلع يونيو الماضي، من تداعيات توقّف عمل محطّات لتحلية المياه في قطاع غزّة، وقالت إنه لعدم توفّر الوقود في غزّة محطّات مهمّة لتحلية المياه توقّفت عن العمل، وليس لدى الناس ما يكفي من المياه، وأصبح البقاء على قيد الحياة تحدّيًا كبيرًا.
وأوضحت أن توقف تلك المحطّات يجبر العائلات بما في ذلك الأطفال على السير طويلًا للحصول على المياه.
والأربعاء الماضي، قالت بلدية غزة في تصريح صادر عنها، إن استمرار أزمة المياه في مناطق واسعة من المدينة ناجم عن تضرر خط مياه “ميكروت” بفعل استمرار توغل قوات الاحتلال شرق المدينة إضافة إلى توقف عدد كبير من الآبار في شرق وغرب المدينة عن العمل وعدم تمكن طواقم البلدية من الوصول إليها وإلى بعض المحابس الرئيسية.
وأشارت إلى أنّ العمل يقتصر على بعض الآبار التي يمكن الوصول إليها فقط، كما تؤكد بلدية غزة أن مهندسيها وطواقهما تحاول جاهدة إيجاد بعض البدائل التي تخفف من أزمة المياه بالرغم من الإمكانيات المحدودة والمخاطرة العالية.