شهدت العاصمة الإيطالية روما، يوم السبت 5 أكتوبر، تظاهرة حاشدة شارك فيها أكثر من 15 ألف شخص من مختلف أنحاء إيطاليا، تعبيرًا عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني ومعارضة لما وصفوه بالقمع المستمر الذي تمارسه السلطات ضد حرية التعبير والتجمع. وجاءت هذه التظاهرة رغم قرار السلطات الإيطالية بحظر أي مظاهرة داعمة لفلسطين بمناسبة مرور عام على بداية الأحداث التي وقعت في 7 أكتوبر من العام الماضي.
على عكس ما حدث في مدن أخرى حول العالم، مثل لندن، نيويورك، باريس ومدريد، حيث خرجت مظاهرات تضامنية مع الفلسطينيين، كانت إيطاليا الدولة الوحيدة في أوروبا التي منعت تنظيم مثل هذه الفعاليات. وأفادت تقارير بأن الشرطة الإيطالية نشرت قوات كبيرة على مداخل الطرق السريعة ومحطات القطارات لمنع المتظاهرين من الوصول إلى العاصمة، وتم احتجاز عدد من النشطاء ومنعهم من دخول المدينة.
وعلى الرغم من هذه الإجراءات الأمنية القمعية المشددة، نجح الآلاف في الوصول إلى ميدان “الهرم” (Piramide) في روما، حيث تمكن المتظاهرون من التجمع، لكن الميدان ظل محاصراً من جميع الجهات بواسطة قوات الأمن التي كانت على أهبة الاستعداد. وأفادت تقارير بأن الشرطة استخدمت خراطيم المياه والغاز المسيل للدموع لتفريق الحشود في وقت لاحق من اليوم.
وشهدت التظاهرة رفع شعارات تندد بالنظام الاستعماري الصهيوني والتواطؤ الإيطالي مع ما وصفه المحتجون بالإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين، كما رفع المتظاهرون شعارات تضامن مع لبنان، الذي تعرض أيضًا لقصف مكثف في الأيام السابقة.
ورفض المتظاهرون، في بيان صادر عن الشباب الفلسطينيون في إيطاليا – GPI و الاتحاد الديمقراطي العربي الفلسطيني – UDAP، محاولات وسائل الإعلام والحكومة لتشويه التظاهرة عبر اتهامها بالعنف أو وجود “مخربين”. وأكدوا أن العنف الحقيقي هو عنف النظام الاستعماري الذي يستهدف الشعوب العربية، مشيرين إلى أن ما يحدث هو جزء من نضال أكبر ضد الإمبريالية والقمع.
في سياق متصل، استنكر البيان مشروع قانون DDL 1660، الذي وصفوه بأنه أداة قمعية تهدف إلى تكميم الأفواه وتجريم المعارضة السياسية في إيطاليا.
ورغم الأجواء المشحونة، اعتبر منظمو التظاهرة أن هذا اليوم كان انتصارًا للحركة التضامنية مع فلسطين، مؤكدين أن النضال سيستمر حتى إنهاء التواطؤ الإيطالي مع الاحتلال الإسرائيلي.
دعم متواصل للمقاومة
تأتي هذه التظاهرة في إطار سلسلة من الفعاليات التضامنية مع الشعب الفلسطيني في أوروبا وحول العالم، وسط تصاعد التوترات في الشرق الأوسط. ودعا منظمو الاحتجاج إلى استمرار الضغط على الحكومات الغربية لوقف دعمها لإسرائيل، معربين عن تضامنهم الدائم مع مقاومة الشعب الفلسطيني من أجل نيل حريته واستقلاله.