شهد يومي التاسع والعاشر من أيلول الماضي، اختتام فعاليات المؤتمر العالمي لمناهضة الفاشية والفاشية الجديدة وأشكالها المختلفة، بمشاركة 1200 مندوب من 92 دولة. هدف المؤتمر إلى التصدي للعنف الفاشي على مستوى العالم، وأسفر عن تشكيل “جبهة أممية لمناهضة الفاشية”، وذلك في ضوء تصاعد الأحداث العالمية بشكل عام وما يجري في فلسطين والمنطقة العربية بشكل خاص.
وفي هذا السياق، جرى التأكيد أنّ هذه المبادرة تأتي من منطلق أممية القضية الفلسطينية وعلاقتها الجدلية بمثل هكذا جبهات وأنها تشكل فرصة مهمة لنشر الحقيقة الفلسطينية بين أوساط اليسار الأممي والعالمي من أصدقاء وحلفاء القضية الفلسطينية خاصة وأنه بعد مرور أكثر من 13 شهرًا على حرب الإبادة المتسارعة في فلسطين وأكثر من 130 عاما من الاحتلال الاستعماري لفلسطين التاريخية، إلا أنه ما يزال العديد من القوى والحراكات اليسارية تحمل فكراً لبيراليًا منحرفاً عن جوهر القضية الفلسطينية، ومردّ ذلك -في واحدة من أسباب أخرى- غياب مرجعية وطنية فلسطينية جامعة، لا سيّما بعد انكفاء منظمة التحرير الفلسطينية عن مهامها الأساسية والأصيلة منذ توقيع اتفاق أوسلو.
تأتي الإشارة إلى هذه الحقائق في سياق العبئ الذي يتحمله الشعب الفلسطيني في مواجهة رأس حربة الرأسمالية والإمبيريالية العالمية في المنطقة، ولذلك فإن القضية الفلسطينية يجب أن تشكل العامل المشترك الأساسي لوحدة اليسار العالمي في وجه الإمبريالية الفاشية والصهيونية، وما يترتب على ذلك من تعزيز البُعد الأممي للقضية الفلسطينية في السياق النضالي والتحرري.
هذا وقد تقرر عقد لقاءات مناطقية وقارية لتشكيل لجان لهذه الجبهة، وفي بداية الشهر الحالي تشرين الثاني / نوفمبر تم عقد ملتقى أممي برلماني مضاد للفاشية ضمن أعمال ولقاءات هذه الجبهة، وسيتم عقد الملتقى الثاني الذي سيكون شبابي وطلابي في نهاية شهر نوفمبر / تشرين الثاني الحالي في الفترة الممتدة من 21 الى 24 الشهر الحالي حيث وبعد ذلك سيتم اختتام الفعاليات بمتلقى أممي للممثلي هذه الجبهة في القارات المختلفة لإصدار وثيقة سياسية.