أكد مركز فلسطين لدراسات الأسرى أن سلطات الاحتلال اعتقلت أكثر من (2500) مواطن فلسطيني مدني من شمال القطاع خلال العملية العسكرية المستمرة على شمال القطاع منذ بداية أكتوبر الماضي بينهم العشرات من الكوادر الطبية وعناصر الدفاع المدني والصحفيين.

وأوضح مركز فلسطين أن الاحتلال يواصل حرب الإبادة على قطاع غزة منذ حوالي 15 شهرًا وأعاد بداية أكتوبر الماضي اجتياح وحصار شمال قطاع غزة مع التركيز على مخيم جباليا، قام خلالها بقتل الاف المواطنين غالبيتهم من الأطفال والنساء وتدمير ما تبقى من البنية التحتية والمنازل أضافة الى ممارسة عمليات اعتقال واسعة طالت النازحين، والكوادر الطبية والجرحى والصحفيين ووصلت إلى أكثر من (2500) حالة اعتقال أفرج الاحتلال عن جزء منهم بينما أبقي على اعتقال حوالي (1000) مواطن قيد التحقيق.

وأشار مركز فلسطين إلى أن الاحتلال اقتحم مستشفى كمال عدوان شمال القطاع أمس والمنطقة المحيطة به، بعد حصار لأسابيع وقطع كافة الإمداد عنه، وأقدم على حرق أقسام وغرف المستشفى وقام باعتقال المئات من النازحين الذين لجأوا للمستشفى على اعتبار أنه مكان أمن، وأعدم عشرات النازحين، إضافة إلى اعتقال كافة الكوادر الطبية واثنين من الصحفيين وأجبرهم على نزع ملابسهم في البرد القارص، وقد أفرج في اليوم التالي عن (400) منهم، وصلوا إلى مدرسة حليمة السعدية في جباليا النزلة قبل أن يتوجهوا إلى غرب مدينة غزة هربًا من بطش الاحتلال، بينما أبقى على اعتقال ما يزيد عن (200) أخرين قام بنقلهم إلى مراكز التحقيق.

وبيَّن مركز فلسطين أن الاحتلال كان اعتقل كذلك خلال الأسابيع الماضية أكثر من 150 مواطن بعد إخلاء مدينة بيت لاهيا شمال القطاع، بينما اعتقل العشرات من المواطنين في محيط مدرسة عوني الحرثانى شمال القطاع وأجبرهم على خلع ملابسهم في ظل البرد الشديد، واعتقل عشرات النازحين في مدرسة خليل عويضة ببيت حانون شمال القطاع وأرغمهم على الخرج منها والتوجه لجنوب غزة.

وكشف مركز فلسطين أن الاحتلال اعتقل خلال العملية المستمرة في شمال القطاع العشرات من الكوادر الطبية وذلك بعد اقتحام المستشفيات وإخلائها من المرضى والجرحى، على رأسهم مدير مستشفى كمال عدوان شمال القطاع د. “حسام إبو صفية”، ونقلهم إلى جهة مجهولة ولم يعرف مصيرهم حتى اللحظة، إضافة إلى اعتقال عدد من المسعفين الذين ينقلون الجرحى. إضافة إلى اعتقال عدد من الصحفيين منهم الصحفي “محمد الشريف” تم اعتقاله من مستشفى كمال عدوان وإطلاق سراحه بعد ساعات، والصحفي “إسلام أحمد” خلال اقتحام مستشفى كمال عدوان شمال القطاع، ولا يزال معتقل، وكذلك اعتقل الصحفي “هاني عيسى” ومراسل الجزيرة الإنجليزية الصحفي “معاذ الكحلوت” على حاجز الإدارة المدنية شرق مخيم جباليا شمال القطاع والإفراج عن الأخير بعد ساعات من التحقيق.

بينما طالت الاعتقالات كذلك العاملين في جهاز الدفاع المدني الذين يقومون بإجلاء الجرحى وإطفاء الحرائق الناجمة عن قصف الاحتلال للمنازل، حيث اعتقلت قوات الاحتلال ثمانية من كوادر الدفاع المدني في شمال القطاع كان أخرهم اعتقال ثلاثة من ضباط الإطفاء والإنقاذ شمال القطاع إضافة إلى اعتقال مدير الدفاع المدني شمال القطاع “أحمد الكحلوت” مما يرفع عدد المعتقلين الدفاع المدني خلال الحرب إلى 26 معتقل لا يعرف مصيرهم حتى الآن.

وأشار مركز فلسطين إلى أن الاحتلال مارس كافة أشكال التنكيل والتعذيب بحق المعتقلين بدءًا من اعتقالهم بطريقة مرعبة وهمجية وتهديدهم بالقتل وإطلاق النار عليهم مما أدى إلى إعدام المئات منهم بدم بارد، وإجبار الرجال منهم على خلع ملابسهم حتى في أوقات المطر والبارد القارص، وتقييد أيديهم وعصب أعينهم ونقلهم بالعشرات بطريقة غير إنسانية، ويتم التحقيق معهم ميدانيًا في أماكن استحدثها الاحتلال لهذا الغرض، ومن ثم إطلاق سراح جزء منهم بينما يتم نقل الأخرين إلى مراكز التحقيق مكدسين داخل شاحنات مفتوحة وهم عراة وأبرزها معتقل “سيديه تيمان” السيء الذكر والذي استشهد فيه العشرات من الأسرى نتيجة التعذيب المميت والإهمال الطبي.

كما أكد العشرات من الأسرى الذين أفرج عنهم بعد اعتقالهم خلال العملية العسكرية شمال القطاع بعد أسابيع من الاعتقال عبر معبر كرم أبو سالم وتم نقلهم إلى مستشفى الأوروبي شرق خان يونس جنوب القطاع نتيجة ظروفهم الصحية الصعبة أنهم تعرضوا لتعذيب شديد من اللحظات الأولى لاعتقالهم وتم الزج بهم في زنازين ضيقة لا يتوفر فيها سوى بطانية مهترئة متسخة لا تقى برد الشتاء، وتعرضوا للضرب على أماكن حساسة والتعليق من أيديهم لساعات طويلة وإطلاق الكلاب البوليسية المتوحشة تنهش أجسادهم إضافة إلى انتهاك أدميتهم بالتهديد المستمر بالاغتصاب والتحرش بهم وحرمانهم من الأكل والشرب لأيام متتالية، إضافة إلى مضاعفة معاناة الجرحى والمرضى منهم بعدم تقديم أى علاج لهم، مما أدى إلى استشهاد العديد منهم كان أخر من تم التبليغ عنه الأسير “محمد أنور لبد” من مخيم جباليا شمال القطاع وكان اعتقل بتاريخ 18/11/2024 وتعرض لتعذيب شديد أدى إلى استشهاده وقد أبلغ الصليب الأحمر عائلته بوفاته بعد شهر من اعتقاله.

وحذر مركز فلسطين من ارتقاء شهداء جدد في صفوف معتقلي غزة وخاصة المعتقلين من شمال القطاع، سواء من خلال التحقيق المميت باستخدام أساليب التعذيب المحرمة دوليًا لانتزاع المعلومات منهم بالقوة، أو إطلاق النار عليهم مباشرة بغرض القتل العمد، أو نتيجة التجويع والتنكيل والإهمال الطبي والبرد الشديد دون أغطية أو ملابس.

وطالب مركز فلسطين المؤسسات الدولية بضرورة التدخل العاجل وتحمل مسئولياتها تجاه ما يجرى من جرائم واضحة ومباشرة بحق المعتقلين من غزة، والأسرى بشكل عام، والتي تعرض حياتهم للموت المباشر، حيث استشهد 49 أسيرًا منذ السابع من أكتوبر 2023 منهم 30 أسيرًا من قطاع غزة ممن عرفت هوياتهم فقط.

عن الهدف الإخبارية – قطاع غزة

تشارك:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *