كشف تقرير حديث صادر عن جهاز الإحصاء الفلسطيني بأن قطاع غزة يعاني من انخفاض سكاني ملحوظ نتيجة الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني والمتواصلة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. العدوان الذي استهدف الأرواح والممتلكات والبنية التحتية، خلف وراءه دماراً هائلاً حول المدن إلى ركام، وترك آثاره القاسية على المنازل والجدران وذاكرة الفلسطينيين. أحياء بأكملها اختفت، وعائلات بأسرها لم تعد مدرجة في السجلات المدنية، في ظل خسائر بشرية ومادية غير مسبوقة.
وبحسب الإحصائيات الصادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية، بلغ عدد الشهداء في قطاع غزة 45,484 شخصاً حتى نهاية ديسمبر/كانون الأول 2024، بينهم حوالي 17,581 طفلاً و12,048 امرأة. كما تم تسجيل نحو 11 ألف مفقود. أما الجرحى، فقد بلغ عددهم نحو 108,090 شخصاً، في حين اضطر حوالي 100 ألف فلسطيني لمغادرة القطاع منذ بدء العدوان. وفي الضفة الغربية، استشهد 835 فلسطينياً وأصيب 6,450 آخرون نتيجة لهجمات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين.
ووفقاً لهذه الأرقام، قُدِّر عدد سكان دولة فلسطين في نهاية عام 2024 بـ 5.5 مليون نسمة، بينهم 3.4 مليون في الضفة الغربية. أما في قطاع غزة، فقد انخفض العدد إلى حوالي 2.1 مليون نسمة، بانخفاض يقدر بـ 160 ألف شخص مقارنة بتقديرات عام 2023، أي ما يعادل انخفاضاً بنسبة 6%. ويُشار إلى أن الأطفال دون سن الثامنة عشرة يشكلون حوالي 47% من سكان القطاع، حيث يتجاوز عددهم المليون طفل.
يأتي هذا الانخفاض في ظل كارثة إنسانية وسياسية متواصلة في فلسطين المُحتلة، كما ترافقت هذه البيانات مع مؤشرات خطيرة على الحياة المُهددة للمواليد وللنساء على حد سواء. فوفقاً لوزارة الصحة الفلسطينية فإن هناك حوالي 60,000 سيدة حامل مُعرَّضة للخطر بسبب انعدام الرعاية الصحية في قطاع غزة، و13,649 سيدة حاملاً متوقع أن تنجب خلال الشهر القادم، بواقع 5,522 سيدة في قطاع غزة، و8,127 سيدة في الضفة الغربية. كما تواجه 155,000 سيدة حامل ومرضعة تحديات صعبة في الوصول والحصول على خدمات الرعاية الصحية قبل الولادة وبعده.
كما أنّ هناك 96% من السكان في قطاع غزة (2.1 مليون نسمة) يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد حتى أيلول 2024، من بينهم حوالي 49,300 امرأة حامل، كما يواجه أكثر من 495,000 شخص (22% من السكان) مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي الحاد (المرحلة الخامسة) منهم 11,000 امرأة حامل، وحوالي 3,500 طفل معرضون للموت بسبب سوء التغذية ونقص الغذاء، حيث استشهد 36 طفلاً نتيجة المجاعة وسوء التغذية.
