شهدت العاصمة الإيطالية روما يوم السبت 4 يناير 2025 اعتصامًا حاشدًا أمام مكتب تمثيل السلطة الفلسطينية، احتجاجًا على التنسيق الأمني بين أجهزة الأمن الفلسطينية ودولة الاحتلال، واستنكارًا للحملة العسكرية التي تشنها السلطة الفلسطينية ضد المقاومة في مخيم جنين. واتهم المتظاهرون السلطة الفلسطينية بانتهاج سياسة غادرة تجاه الشعب الفلسطيني ومقاومته، في حين تستمر آلة القتل الصهيونية في ارتكاب الإبادة الجماعية في غزة، مستنكرين تنسيقها مع الاحتلال الإسرائيلي بدلاً من الدفاع عن أبناء شعبها.
المشهد في جنين يزداد مأساوية: بينما يواصل الجيش الإسرائيلي اقتحاماته لمدن الضفة المحتلة، تستمر السلطة الفلسطينية في ملاحقة المقاومة بدلاً من حماية الشعب الفلسطيني من هجمات المستوطنين. وقد أصبح مخيم جنين، رمز النضال الفلسطيني، هدفًا للقمع من قبل كل من إسرائيل والسلطة. طالب المشاركون في الاعتصام بإنهاء الحصار الذي بدأ في مطلع كانون الأول (ديسمبر) الماضي، والذي أسفر حتى الآن عن استشهاد 8 فلسطينيين، من بينهم صحفية وعدد من الأطفال. كما أكد المشاركون على ضرورة إنهاء التعاون بين أجهزة أمن السلطة الفلسطينية وأجهزة الاحتلال الإسرائيلي.
كما أدان منظمو الاعتصام دور الدولة الإيطالية وحكومة ميلوني، حيث إن إيطاليا، من خلال دعم تدريب أجهزة أمن السلطة، تعد عمليًا شريكًا غير مباشر في قمع الفلسطينيين. فإيطاليا، بالإضافة إلى كونها شريكة في الإبادة التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، تقدم أيضًا دعمًا مباشرًا لأجهزة أمن السلطة التي تواصل حملتها القمعية ضد المقاومة.
الاعتصام وجه رسالة واضحة: يجب على إيطاليا التوقف عن دعم وتسليح قوات الاحتلال الإسرائيلي، وعن دعم السلطة في قمع المقاومة الفلسطينية. ويجب طرح هذه المطالب بشكلٍ واضح وصريح في جميع النشاطات والمظاهرات التضامنية مع فلسطين على صعيد إيطاليا.