أنتويرب – بلجيكا | السبت 11 يناير 2025

شهدت مدينة أنتويرب البلجيكية مظاهرة جماهيرية حاشدة، حيث تجمع المئات من النشطاء والمشاركين في ساحة “ووتر بورت” على الرغم من الطقس البارد والضبابي. جاءت المسيرة استجابة لدعوة التحالف البلجيكي من أجل فلسطين، وهو ائتلاف جديد يضم منظمات مجتمع مدني، نقابات عمالية، وحركات طلابية وسلامية، للمطالبة بمراجعة بلدية أنتويرب لعلاقاتها مع المؤسسات والشركات الإسرائيلية.

مطالب واضحة ودعوات للمقاطعة

افتتحت المسيرة بكلمة ألقاها ممثل الجالية الفلسطينية في بلجيكا، السيد حمدان الضميري، الذي شكر المشاركين والمنظمين. ودعا الضميري إلى إنهاء اتفاقية التوأمة بين مدينة أنتويرب ومدينة حيفا المحتلة، مشيرًا إلى أهمية الضغط الشعبي لتحقيق هذا الهدف. وذكر تجربة بلدية إكسل التي جمدت اتفاقية التوأمة مع بلدية مجيدو المحتلة في نوفمبر الماضي بعد سلسلة من الحملات الشعبية.

وأكد الضميري أن اتفاقية التوأمة الحالية تشمل تعاونًا بين مؤسسات الشرطة في المدينتين، وهو ما يعزز ضرورة إنهاء هذه العلاقة. كما دعا الأحزاب البلجيكية المتضامنة إلى إدراج قضية إلغاء التوأمة مع حيفا على جدول أعمال المجلس البلدي.

رسالة تضامن دولية

من جهته، ألقى عبد الحاوي، منسق جمعية حنظلة في مقاطعة أنتويرب، كلمة متلفزة أكد فيها أهمية المشاركة الشعبية في دعم القضية الفلسطينية. ودعا الحاوي إلى مقاطعة بلدية أنتويرب للمؤسسات الإسرائيلية ووقف التعاون الاقتصادي مع الأجهزة الشرطية الإسرائيلية التي تدعم الاحتلال.

وأشار الحاوي إلى أن هذه التظاهرة تهدف إلى الضغط على الحكومات الأوروبية لتغيير سياساتها تجاه الاحتلال الإسرائيلي. وأضاف أن المقاطعة الاقتصادية والسياسية تمثل أداة فعالة لمحاربة الاحتلال وتضعف قدرته على الاستمرار.

“الإبادة الجماعية لا يمكن أن تستمر”

قال جاسبر تايس، المتحدث باسم التحالف البلجيكي من أجل فلسطين: “نحن الآن في اليوم 462 من الإبادة الجماعية في غزة. أكثر من 46,000 فلسطيني قُتلوا، بينهم 500 منذ بداية عام 2025. هذا الوضع لا يمكن أن يستمر.”

وشدد تايس على أهمية تبني بلدية أنتويرب سياسة شراء أخلاقية تمنع استيراد المنتجات من شركات تستفيد من الاحتلال غير القانوني للأراضي الفلسطينية، كما فعلت مدن مثل غنت. ودعا أيضًا إلى تعليق البعثات التجارية إلى إسرائيل، وإعادة تقييم العلاقة مع مدينة حيفا التوأم، والحد من نقل الأسلحة إلى إسرائيل عبر ميناء أنتويرب.

رسالة مفتوحة دون رد

كشف المتحدث باسم التحالف عن إرسال خطاب مفتوح إلى المجلس البلدي في 2 يناير، تضمن جميع المطالب، لكنه لم يلقَ أي رد حتى الآن. وأضاف: “نأمل أن تُحدث هذه المسيرة حوارًا بناءً مع بلدية أنتويرب، كما حدث في غنت ولييج.”

رسالة دعم وصمود

كما وجه المشاركون في المسيرة رسالة تضامن واضحة للشعب الفلسطيني، مؤكدين أن صوت التضامن الدولي يتعالى في جميع أنحاء العالم. وطالبوا بإنهاء الاحتلال ووقف الجرائم بحق الفلسطينيين، مؤكدين أن النضال من أجل الحرية والعدالة لن يتوقف.

تشارك:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *