نقطة تحوّل في النشاط الأمريكي المناصر لفلسطين

أعلنت حركة الشباب الفلسطيني The Palestinian Youth Movement عن تنظيم المؤتمر الجماهيري الثاني من أجل فلسطين، في ظل استمرار المخططات الرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية، وآخرها المقترح الأميركي الذي قدمه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والداعي إلى سيطرة الولايات المتحدة على قطاع غزة وتهجير سكانه، في خطوة أثارت إدانة واسعة من الشعب الفلسطيني والمجتمع الدولي.

وأكدت الحركة أن هذا المؤتمر يأتي لإعادة التأكيد على مركزية القضية الفلسطينية، ودعم صمود الشعب الفلسطيني في مواجهة مشاريع التهجير والاقتلاع، مشيرةً إلى أن الهدف الأساسي هو توحيد الجهود لدعم التحرير الفلسطيني، والمساهمة في إعادة الإعمار، وتعزيز ثبات الفلسطينيين على أرضهم.

تجدر الإشارة إلى أن المؤتمر الجماهيري الأول من أجل فلسطين عُقد في ديترويت في الفترة من 24 إلى 26 أيار/مايو 2024، وجمع آلاف الناشطين والطلاب ومنظمي المجتمع المحلي فيما كان يُعتبر لحظة تاريخية لمناصرة الفلسطينيين في الولايات المتحدة، بالتعاون مع أكثر من 14 منظمة، بما فيها منظمة طلاب من أجل العدالة في فلسطين Students for Justice in Palestine (SJP)، وكان الهدف من المؤتمر توحيد الجهود الداعمة للمقاومة الفلسطينية وتنسيق الاستراتيجيات ضد الإبادة الجماعية الصهيونية في غزة. حضر المؤتمر أكثر من 3,500 مشارك من جميع أنحاء أمريكا الشمالية، بينما تابع عشرات الآلاف الجلسات عبر الإنترنت.

كان المؤتمرالأول بمثابة تتويج للحراك الطلابي غير المسبوق في الجامعات الأمريكية، حيث تحدت المخيمات والاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين التواطؤ المؤسسي مع الاحتلال الإسرائيلي. وقد حضر المؤتمر نشطاء من مختلف الجامعات التي شاركت في الحراك الطلابي، مما عزز الروابط بين مختلف الفصائل المؤيدة للفلسطينيين في جميع أنحاء البلاد.

ولم تمر أهمية المؤتمر بدون تحريض وتخريب من قبل الجماعات الداعمة للاحتلال التي شنت حملة لتشويه سمعة المؤتمر والمتحدثين فيه. وواجه بعض المشاركين رفض منحهم تأشيرات دخول واستجوابات في المطارات وقيود على السفر في محاولة واضحة لقمع الجراك المناصر لفلسطين.

لقد أرسى المؤتمر الجماهيري من أجل فلسطين الآن سابقةً للنشاط الفلسطيني في الشتات، وأسس نموذجًا للعمل الموحد والتنسيق الاستراتيجي والتعبئة الجماهيرية. ويأتي ذلك بعد عقود من التراجع في النشاط الفلسطيني المنظم في الولايات المتحدة، ولا سيما في أعقاب اتفاقات أوسلو لعام 1993، التي أضعفت التعبئة الشعبية. غير أن السنوات الأخيرة، ولا سيما بعد 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، شهدت عودةً واضحةً للنشاط، ولا سيما في أوساط الأجيال الشابة. فقد أدى صعود الحركات التي يقودها الطلاب والمنظمات الشعبية إلى تنشيط الجهود الرامية إلى فضح تواطؤ الولايات المتحدة في جرائم الحرب الإسرائيلية.

تشارك:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *