غرناطة – إسبانيا: شهدت مدينة غرناطة يوم الجمعة الماضي وقفة تضامنية جديدة مع الشعب الفلسطيني، في إطار سلسلة من الوقفات والمظاهرات التي عمّت المدينة خلال عام ونصف، تنديداً بالإبادوة الجماعية التي يتركبها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، ولدعم القضية الفلسطينية.
وجرى تنظيم الوقفة التي دعت لها “حركة المُقاطعة وسحب الاستثمارات – BDS”، في إحدى الشوارع الرئيسية بالمدينة، حيث تجمع العشرات من الناشطين والمتضامنين، رافعين الأعلام الفلسطينية ولافتات تطالب بوقف المجازر بحق المدنيين وإنهاء الاحتلال. وخلال الوقفة، أُلقيت عدة مداخلات من ناشطين، شددوا فيها على أن القضية الفلسطينية ليست مسألة مساعدات إنسانية كما تحاول بعض الأطراف تصويرها، بل هي قضية سياسية تتعلق بالحق في تقرير المصير ورفض الاحتلال والتمييز العنصر وكافة الممارسات الاستعمارية.

وأكد المتحدثون أن ما يجري حالياً على الأرض هو مخطط تهجير قسري للفلسطينيين من أراضيهم، في سياق استعماري متواصل، محذرين من أن تداعيات ما يحدث في فلسطين لا تقتصر على المنطقة وحدها، بل قد تمتد لتطال العالم بأسره، نظراً للطبيعة التوسعية للنزعة الاستعمارية الإسرائيلية والدعم اللامحدود الذي توفره لها الإمبريالية الأمريكية التي لها أهداف واضحة في تهجير قطاع غزة.

كما شهد الاعتصام هتافات غاضبة نددت بالدور الأمريكي في تأجيج الصراع، وموقف الاتحاد الأوروبي الذي وُصف بالمتواطئ، نتيجة صمته ودعمه للسياسات الإسرائيلية. وطالب المشاركون بفرض عقوبات على الاحتلال ووقف أي شكل من أشكال التعاون معه ومقاطعته على كافة المستويات، بما في ذلك مُطالبة جامعة غرناطة بقطع تامّ للعلاقات مع الكيانات المتواطئة في الإبادة الجماعية.
وفي ذات السياق، تمّ أيضاً تسليط الضوء على ما يدور من أحداث في الضفة الغربية والتي تشهد مخيماتها تهجيراً قسرياً، وعمليات اعتقال وغتيال جماعي ضمن ممارسات التطهير العرقي التي تُمارسها سلطات الاحتلال. تأتي هذه الوقفة كحلقة ضمن حراك شعبي متصاعد في غرناطة وعدة مدن إسبانية، يعكس وعياً متنامياً، والتزاماً بعدالة القضية الفلسطينية ورفضاً لتطبيع القتل والحصار والتمييز. وكان قد شارك في الوقفة مجموعة من الأحزاب السياسة والمنظمات النقابية والطلابية وغيرها من مؤسسات المُجتمع المدني في مدينة غرناطة.
تصوير: Miguelito Ruiz