-مراسل جمهورية فلسطين | هافانا – 17 أبريل 2025

نظّمت العاصمة الكوبية هافانا، اليوم الأربعاء، فعالية سياسية وثقافية مميزة تضامناً مع الأسرى الفلسطينيين، وذلك في إطار الدورة الرابعة من برنامج “تحرير السرديات” للتكوين السياسي، والتي استضافها مقر المؤسسة الكوبية للبحث الثقافي “خوان مارينيلو”. تأتي هذه الفعالية تزامناً مع إحياء يوم الأسير الفلسطيني، واستجابةً للنداء العالمي لنصرة قضيتهم العادلة.

شهادات مؤثرة تسلط الضوء على معاناة الأسرى

استُهلت الفعالية بعرض فيديو خاص للأسير المحرر الكاتب والباحث وسام رفيدي، قدّم فيه سرداً توثيقياً لمسيرة الحركة الأسيرة داخل السجون الإسرائيلية، متناولاً تجربته الشخصية والانتهاكات اليومية التي يتعرض لها المعتقلون الفلسطينيون، من حرمان للحقوق الأساسية إلى التعذيب النفسي والجسدي.

حقائق صادمة ونقاشات معمّقة

أعقب العرض نقاش موسّع حول واقع الأسرى في سجون الاحتلال، كُشف خلاله أن أكثر من مليون فلسطيني تعرّضوا للاعتقال منذ عام 1967، في حين شهدت الفترة التي تلت أكتوبر 2023 ارتفاعاً غير مسبوقا في أعداد الاسرى. كما أثيرت الفروقات الإحصائية بين تقارير الهلال الأحمر الفلسطيني ومنظمات حقوقية أخرى، مما يعكس صعوبة توثيق الأعداد بدقة في ظل الظروف الراهنة. وفي نفس السياق وجه الاسير المحرر الرفيق أنور ياسين رسالة مؤثرة عبر فيها عن عن شكره لكل من يذكر الاسرى ويناضل من اجل تحريرهم وتحدث عن الدور الريادي الذي تقوم بها كوبا لدعم نضال الشعب الفلسطيني.

معاناة الطفولة تحت الاحتلال

كان لأسرى الطفولة نصيب بارز في النقاش، حيث شدد المتحدثون على الأوضاع القاسية التي يعيشها الأطفال الأسرى داخل المعتقلات الإسرائيلية، مع دعوات لإطلاق حملات توعية دولية تزامناً مع اقتراب اليوم العالمي للطفولة في 4 يونيو، لفضح هذه الممارسات أمام المجتمع الدولي.

تضامن دولي وتحديات سياسية

من جانبه، سلّط الناشط السياسي د. وطن العبد الضوء على قضايا أسرى سياسيين عالميين مثل جورج عبد الله وكارلوس راميريز المعتقلين في فرنسا، مطالباً بتكثيف الجهود الدولية من أجل الإفراج عنهم، والتصدي للحملات الإعلامية المضادة التي تسعى لتشويه نضالهم.

تحذيرات من التغلغل الصهيوني في أمريكا اللاتينية

وفي مداخلة سياسية لافتة، حذّرت الناشطة البرازيلية نيفيا دا سيلفا ممثلة حركة عمال بلا ارض من تصاعد النفوذ الصهيوني والعسكري في دول أمريكا اللاتينية، لا سيما الأرجنتين، البرازيل، وتشيلي، داعيةً إلى تحرك شعبي للضغط على الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا لمجابهة هذه السياسات.

الرياضة كمنصة للمقاومة

واقترح أحد المشاركين في اللقاء استخدام الرياضة كوسيلة نضالية، من خلال رفع العلم الفلسطيني في المحافل الرياضية الدولية، وتعزيز الرواية الفلسطينية في الفضاءات الجماهيرية العالمية.

تمييز مفاهيمي ورسالة ختامية

شهد اللقاء نقاشاً حول الفرق بين “أسرى الحرية” و”الأسرى السياسيين”، مع تأكيد الحاضرين على أهمية وحدة الصف بين الأسرى في إيصال صوتهم ومعاناتهم للعالم أجمع. واختُتمت الفعالية بالإعلان عن تنظيم مراسم كشف جدارية فنية تكريمية للأسرى الفلسطينيين يوم 19 أبريل الجاري، كلفتة رمزية لتخليد صمودهم ومقاومتهم.

رسالة أممية من قلب هافانا

تُكرّس هذه الفعالية مجدداً الدور الريادي الذي تلعبه العاصمة الكوبية في دعم قضايا التحرر العالمي، وتؤكد التزامها المبدئي بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني في نضاله المشروع من أجل الحرية والكرامة.

Shares:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *