يأتي اليوم العالمي لحرية الصحافة الذي أقر في الثالث من أيار/ مايو من كل عام في ظل استمرار الاحتلال الإسرائيلي بعدوانه على قطاع غزة ودول المنطقة. 

منذ أن بدأت الإبادة الجماعية، قُتل عشرات الآلاف من الأبرياء، معظمهم من الأطفال والنساء والمسنين، وأصيب عشرات الآلاف بجروح. وتخلل العدوان عملية تدمير ممنهجة وشاملة لقطاع غزة وبنيته التحتية، بالإضافة إلى النزوح، والحصار، والتجويع الذي يمارس على الشعب الفلسطيني في غزة.

وفي خضم هذه الهمجية، وقفت شعوب العالم بصلابة إلى جانب الشعب الفلسطيني في المطالبة بوقف الإبادة الجماعية في غزة، وإنهاء الاحتلال الاستعماري الإسرائيلي لفلسطين، وعدوانه على كل من لبنان واليمن وسوريا. إن موجة التضامن والدعم الدوليين غير المسبوقة تُعزى إلى حد كبير إلى عمل الصحفيين الفلسطينيين الذين ضحوا بأرواحهم لتوثيق هذه الإبادة الجماعية، ورواية حقائق ما يجري على الأرض، مما أدى إلى تغيير دائم في الرأي العام ضد الكيان الصهيوني وداعمه الرئيسي، الولايات المتحدة.

لقد كان لتضحيات الصحافيين الفلسطينيين التي لا حصر لها الأثر الكبير في نقل جرائم الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة إلى الرأي العام العالمي، الذي جعلهم في دائرة الاستهداف من قبل “القوات الإسرائيلية” التي ما فتئت تقصف المكاتب الإعلامية، وأماكن إقامة الصحفيين، والشاحنات الصحفية في فلسطين ولبنان.

إن الحرب التي تشنها “إسرائيل” على سكان المنطقة هي الأكثر فتكًا بالصحفيين في التاريخ الحديث، حيث قُتل خلالها أكثر من 200 صحفي، بينما تستمر الحصيلة في الارتفاع.

كل ذلك يحدث بينما تغرق الأنظمة التي تتشدق بحقوق الإنسان، وحرية التعبير، وحرية الرأي، والقانون الدولي والاتفاقيات الدولية في غياهب الصمت.

كما يتم العمل على تقويض حرية الصحافة على المنصات الرقمية حيث يتم فرض الرقابة على النصوص التي تحتوي مصطلحات مثل “الصهيونية”، و”الإبادة الجماعية” و”فلسطين” وحظرها بشكل غير مرئي، وحذفها.

في اليوم العالمي لحرية الصحافة، نعلن أنه لا يمكن أن تكون هناك حرية للصحافة بينما تتواصل الإبادة الجماعية، وطالما أن زملاءنا في فلسطين ولبنان يتعرضون للاستهداف في محاولة عبثية لإخماد الأصوات التي تصرخ في وجه الإبادة الجماعية والاحتلال الإسرائيلي.

وندعو الشعوب الحرة، والصحفيين ووسائل الإعلام إلى الانضمام إلينا في دعم حرية الصحافة الحقيقية، والدفاع عنها، ومواصلة كشف جرائم آلة الإبادة الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة.

تحية إلى الصحفيين الأحرار في كل أنحاء العالم،

المجد والخلود لشهداء الصحافة.

٣ مايو ٢٠٢٥

Shares:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *