شهد يوم السبت الموافق 10 مايو/أيار 2025، تجمع ما بين 50 ألفاً و80 ألف شخص في وسط مدريد، في مظاهرة حاشدة دعماً للشعب الفلسطيني. نظمت المسيرة “شبكة التضامن ضد احتلال فلسطين” (RESCOP)، وشارك فيها متظاهرين من مُدن إسبانية مختلفة.
تأتي هذه المظاهرة في إطار موجة الاحتجاجات التي تشهدها إسبانيا منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، رداً على الإبادة الجماعية التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي في غزة والضفة الغربية. وطالب المتظاهرون بإنهاء الإبادة الجماعية والتطهير العرقي في فلسطين، منددين بما تشكله هذه الممارسات من تهديد خطير لوجود الشعب الفلسطيني. كما دعوا إلى فرض حظر فوري على تجارة الأسلحة بين إسبانيا وسلطات الاحتلال الإسرائيلي.
ونُظِّمَ الاحتجاج قبل خمسة أيام من إحياء ذكرى نكبة عام 1948 التي تسببت في لجوء أكثر من 700 ألف فلسطيني. وسُلِّط الضوء خلال الفعالية على الوضع الراهن في فلسطين، والمتمثل بفقدان الآلاف تحت الأنقاض، وتهجير قسري، ومعاناة السكان إلى حد كبير من الجوع. وفي الضفة الغربية والقدس، حيث الاعتقالات التعسفية والاعتداءات التي يشنها جيش الاحتلال والمستوطنون.
من المهم الإشارة إلى أن التضامن الدولي مع القضية الفلسطينية أمرٌ أساسي في مواجهة عقود من الاستعمار والاحتلال والتهجير والانتهاكات المنهجية لحقوق الإنسان. فالتضامن العالمي لا يُعبِّر فقط عن التزام أخلاقي بالعدالة، بل يُمثِّل أيضاً أداةً ملموسةً لممارسة الضغط السياسي والاقتصادي والدبلوماسي على الاحتلال. وفي مواجهة محاولة محو الشعب الفلسطيني من أرضه ومن الذاكرة الجماعية العالمية، يُمثِّل التضامن الدولي فعل مقاومة مشتركة ودفاعاً عن المبادئ العالمية للقانون والحرية.