في الذكرى السابعة والسبعون لنكبة الشعب الفلسطيني، جريمة مستمرة وشعب لا ينكسر، تحلّ علينا في الخامس عشر من أيار/مايو 2025 الذكرى السابعة والسبعون لنكبة الشعب الفلسطيني، التي تُعدّ من أضخم جرائم التطهير العرقي والتهجير القسري في التاريخ الحديث. حيث سيطرت العصابات الصهيونية على نحو 78٪ من أرض فلسطين التاريخية، وقتلت آلاف الفلسطينيين، وطردت قرابة 900 ألف فلسطيني من مدنهم وقراهم، ودمرت أكثر من 500 قرية وبلدة، في مأساة لم تنتهِ فصولها في ذلك الوقت، بل تواصلت على مدار سبعة وسبعين عاماً، عبر قتل الفلسطينيين، ومصادرة الأراضي، والتوسع الاستيطاني على امتداد الجغرافيا الفلسطينية.
وتأتي هذه الذكرى في ظل تصاعد معاناة الشعب الفلسطيني، لا سيما في قطاع غزة، الذي يواجه منذ أكثر من عام ونصف حرب إبادة جماعية، أسفرت عن استشهاد ما يزيد على خمسين ألف إنسان، وعشرات الآلاف من المصابين، إلى جانب دمار شامل طال البنية التحتية، والمنشآت الصحية والتعليمية، في ظل صمت دولي مخزٍ وتواطؤ مع منظومة الاستعمار والاحتلال.
إننا في جمعية حنظلة – بلجيكا، وإذ نُحيي هذه الذكرى الأليمة، نؤكد على ما يلي:
أولًا: أن ما يجري في قطاع غزة منذ أكتوبر 2023 هو امتداد مباشر لنكبة عام 1948، وتجسيد متواصل للمشروع الاستيطاني الاستعماري الذي يسعى إلى اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم وتصفية حقوقهم الوطنية.
ثانيًا: إن تحقيق العدالة لا يكون إلا من خلال إنهاء الاحتلال، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على كامل التراب الوطني، وعاصمتها القدس، وضمان عودة اللاجئين إلى ديارهم التي هجّروا منها، وفق القرار الأممي 194، بما يعيد الاعتبار للعدالة التاريخية.
ثالثًا: إن المجتمع الدولي، وعلى رأسه دول الاتحاد الأوروبي، مطالب بتحمّل مسؤولياته القانونية والإنسانية، ووقف سياسة الكيل بمكيالين، وإنهاء الحصانة الممنوحة لدولة الاحتلال.
وانطلاقًا من ذلك، نطالب بما يلي:
1. الاعتراف الرسمي من المملكة البلجيكية بنكبة الشعب الفلسطيني بوصفها جريمة تطهير عرقي ممنهجة، وتحمل تبعاتها السياسية والقانونية والإنسانية، ودعم جهود إنصاف الشعب الفلسطيني.
2. توفير الحماية الدولية العاجلة للشعب الفلسطيني، والوقف الفوري للعدوان على قطاع غزة، وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، ووقف مشاريع الاستيطان في الضفة الغربية.
3. دعم المسارات القانونية الدولية لملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين أمام المحكمة الجنائية الدولية، والعمل على محاسبة المسؤولين عن الجرائم بحق المدنيين، لا سيما الأطفال والنساء.4. قطع كافة أشكال العلاقات مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، خاصة العسكرية والاقتصادية والأكاديمية، وفرض عقوبات شاملة على قادتها ومؤسساتها المتورطة بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
5. دعم حق الفلسطينيين في مقاومة الاحتلال، كحق مشروع تكفله القوانين الدولية ومواثيق حقوق الإنسان.
إن نكبة الشعب الفلسطيني لم تكن حدثًا من الماضي فحسب، بل هي مأساة متواصلة منذ 77 عامًا. وصمت المجتمع الدولي تجاهها هو شكل من أشكال التواطؤ.
وفي هذه الذكرى، نُجدد العهد في جمعية حنظلة – بلجيكا بأننا سنظل صوتًا للعدالة، ومدافعًا عن الحقوق الثابتة لشعب فلسطين، حتى تتحقق الحرية، والكرامة، والعودة. وندعو في هذه المناسبة الجاليات الفلسطينية والعربية وأحرار العالم في بلجيكا وأوروبا إلى رفع الصوت عاليًا، والمشاركة في الفعاليات الشعبية، والنضال المدني والحقوقي، نصرة لفلسطين، ودعمًا لحق شعبها في تقرير المصير.
جمعية حنظلة – بلجيكا
تحرر في بروكسل 15 أيار/مايو 2025