د. طارق معمر- أكاديمي وباحث الدراسات الثقافية والاجتماعية – ببروكسل

التظاهرات الشعبية التي تجتاح شوارع لندن وباريس وبرلين ومدريد وروما وبروكسل وغيرها من العواصم الأوروبية تعبّر عن رفض عميق لحرب الإبادة التي يشنّها الاحتلال الإسرائيلي، وتؤكد على دور متصاعد للرأي العام في التأثير على السياسات الرسمية. لم يعد هذا الحراك مجرد فعل احتجاجي، بل تحوّل إلى أداة ضغط شعبية ودبلوماسية موازية تتحدى تواطؤ الصمت الدولي، وتفرض نفسها كلاعب جديد في العلاقات الدولية.

تثير مشاركة إسرائيل في مسابقة “يوروفيجن” الكثير من الجدل في ظل الأحداث الجارية في غزة. ففي الوقت الذي تسعى فيه إسرائيل لتطبيع صورتها عبر الفن والثقافة، يتصاعد الحراك الجماهيري في العواصم الأوروبية رفضًا لهذه المشاركة، ورفضًا لاستخدام المنصات الفنية كأداة دعائية لتجميل صورة الاحتلال.

ويأتي ذلك ضمن إطار المقاطعة الثقافية الواسعة التي تشهدها الجامعات والمنصات الفنية، وعلى رأسها الدعوات المتزايدة لإقصاء “كيان الإبادة” من المشاركة في “يوروفيجن”، وهي فعالية تثار حولها هذه الإشكالية كل عام، لكنّها اليوم تأتي في سياق أكثر حدة وتأثيرًا.

لم تعد الثقافة محصّنة من المحاسبة، بل أصبحت ساحة مواجهة بين روايتين: رواية تسعى إلى تبييض جرائم الاحتلال وتقديمه كدولة طبيعية، وأخرى تعبّر عن ضمير الشعوب وترفض تحويل الفن إلى غطاء للتطبيع. إن مشاركة إسرائيل، في ظل مشاهد الدمار والقتل اليومي في غزة، لا يمكن فصلها عن السياق السياسي، بل تدخل ضمن محاولة متعمدة لإعادة إنتاج صورة الاحتلال بوسائل ناعمة.

الدبلوماسية الشعبية، القائمة على وعي الأفراد والنخب الثقافية، باتت ضرورة استراتيجية لا مجرد رد فعل. المقاطعة، والاحتجاج، والمساءلة الأخلاقية هي أدوات مقاومة فعالة في وجه أنظمة تمتلك التفوق العسكري لكنها تفتقر للشرعية الأخلاقية.

ما نراه اليوم من عزلة متزايدة تواجهها إسرائيل في الوجدان الشعبي الأوروبي ليس عابرًا. بل هو تعبير عن رفض أخلاقي عابر للحدود، يُحرج المؤسسات الرسمية، ويضعها أمام اختبار واضح: الانصياع لمطالب شعوبها أو الاستمرار في دعم كيان يرتكب جرائم موثقة ضد الإنسانية.

الصراع اليوم تجاوز الميدان العسكري، وامتد إلى المسارح، والمعارض، والمهرجانات. وعلى الفنانين والمثقفين والقوى الحرة حول العالم إعادة تعريف الفن كأداة للعدالة لا كديكور لجرائم الإبادة.

إن إقصاء الاحتلال من “يوروفيجن” لم يعد مطلبًا سياسيًا فحسب، بل موقف أخلاقي يُعيد الاعتبار لقيم الإنسانية المشتركة. السكوت في هذا السياق تواطؤ، والحياد شكل من أشكال الخذلان. ومن هنا، فإن تصعيد الحراك الشعبي، وضمان استمراريته واتساعه، هو المدخل الأهم نحو عزل هذا الكيان ومحاسبته.

تثير مشاركة إسرائيل في مسابقة “يوروفيجن” الكثير من الجدل في ظل الأحداث الجارية في غزة. ففي الوقت الذي تسعى فيه إسرائيل لتطبيع صورتها عبر الفن والثقافة، يتصاعد الحراك الجماهيري في العواصم الأوروبية رفضًا لهذه المشاركة، ورفضًا لاستخدام المنصات الفنية كأداة دعائية لتجميل صورة الاحتلال.

التظاهرات الشعبية التي تجتاح شوارع لندن وباريس وبرلين ومدريد وروما وبروكسل وغيرها من العواصم الأوروبية تعبّر عن رفض عميق لحرب الإبادة التي يشنّها الاحتلال الإسرائيلي، وتؤكد على دور متصاعد للرأي العام في التأثير على السياسات الرسمية. لم يعد هذا الحراك مجرد فعل احتجاجي، بل تحوّل إلى أداة ضغط شعبية ودبلوماسية موازية تتحدى تواطؤ الصمت الدولي، وتفرض نفسها كلاعب جديد في العلاقات الدولية.

ويأتي ذلك ضمن إطار المقاطعة الثقافية الواسعة التي تشهدها الجامعات والمنصات الفنية، وعلى رأسها الدعوات المتزايدة لإقصاء “كيان الإبادة” من المشاركة في “يوروفيجن”، وهي فعالية تثار حولها هذه الإشكالية كل عام، لكنّها اليوم تأتي في سياق أكثر حدة وتأثيرًا.

لم تعد الثقافة محصّنة من المحاسبة، بل أصبحت ساحة مواجهة بين روايتين: رواية تسعى إلى تبييض جرائم الاحتلال وتقديمه كدولة طبيعية، وأخرى تعبّر عن ضمير الشعوب وترفض تحويل الفن إلى غطاء للتطبيع. إن مشاركة إسرائيل، في ظل مشاهد الدمار والقتل اليومي في غزة، لا يمكن فصلها عن السياق السياسي، بل تدخل ضمن محاولة متعمدة لإعادة إنتاج صورة الاحتلال بوسائل ناعمة.

الدبلوماسية الشعبية، القائمة على وعي الأفراد والنخب الثقافية، باتت ضرورة استراتيجية لا مجرد رد فعل. المقاطعة، والاحتجاج، والمساءلة الأخلاقية هي أدوات مقاومة فعالة في وجه أنظمة تمتلك التفوق العسكري لكنها تفتقر للشرعية الأخلاقية.

ما نراه اليوم من عزلة متزايدة تواجهها إسرائيل في الوجدان الشعبي الأوروبي ليس عابرًا. بل هو تعبير عن رفض أخلاقي عابر للحدود، يُحرج المؤسسات الرسمية، ويضعها أمام اختبار واضح: الانصياع لمطالب شعوبها أو الاستمرار في دعم كيان يرتكب جرائم موثقة ضد الإنسانية.

الصراع اليوم تجاوز الميدان العسكري، وامتد إلى المسارح، والمعارض، والمهرجانات. وعلى الفنانين والمثقفين والقوى الحرة حول العالم إعادة تعريف الفن كأداة للعدالة لا كديكور لجرائم الإبادة.

إن إقصاء الاحتلال من “يوروفيجن” لم يعد مطلبًا سياسيًا فحسب، بل موقف أخلاقي يُعيد الاعتبار لقيم الإنسانية المشتركة. السكوت في هذا السياق تواطؤ، والحياد شكل من أشكال الخذلان. ومن هنا، فإن تصعيد الحراك الشعبي، وضمان استمراريته واتساعه، هو المدخل الأهم نحو عزل هذا الكيان ومحاسبته.

Shares:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *