واشنطن – تصاعدت التحذيرات والانتقادات الدولية بعد الكشف عن نية إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب تمويل مؤسسة “صندوق غزة الإنساني” (GHF)، وهي جهة إغاثية مدعومة من إسرائيل وتستعين بشركات أمنية وعسكرية أميركية خاصة، وسط اعتراضات شديدة من منظمات إنسانية دولية والأمم المتحدة.

وكشفت وكالة “رويترز” في تقرير لها، الثلاثاء، أن إدارة ترامب خصصت 30 مليون دولار للصندوق، تم بالفعل صرف 7 ملايين منها، بموجب تفويض “أولوية خاصة” من البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأميركية.

وحذرت منظمة “أوكسفام أمريكا” من أن الصندوق يفتقر إلى فهم حقيقي للكارثة الإنسانية في غزة، ويتبنى نموذجًا إغاثيًا “يفتقر للفعالية والعدالة”. وأكدت المديرة التنفيذية للمنظمة، آبي ماكسمان، أن المساعدات التي يوزّعها الصندوق لا تلبي الحد الأدنى من احتياجات السكان، ولا يمكن طهيها في ظل شح الوقود والمياه النظيفة، مشيرة إلى أن مواقع التوزيع بعيدة عن الفئات الأكثر ضعفًا.

وأفادت الأمم المتحدة أن 410 فلسطينيين على الأقل قُتلوا أثناء محاولتهم الوصول إلى المساعدات في مواقع وصفتها بـ”المثيرة للجدل”، معتبرة أن ما يجري قد يرقى إلى “جريمة حرب محتملة”.

وأكد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة أن المدنيين في غزة يُقتلون بشكل شبه يومي أثناء بحثهم عن الطعام، منذ أن خففت إسرائيل جزئيًا حصارها على القطاع.

في المقابل، نفى “صندوق غزة الإنساني” الاتهامات في بيان لقناة CBS، واعتبر التقارير “ادعاءات كاذبة”، متهمًا وزارة الصحة في غزة بعدم الموثوقية.

وكانت وزارة الصحة الفلسطينية قد أفادت بأن 79 فلسطينيًا استشهدوا في يوم واحد، من بينهم 51 قرب مواقع توزيع تابعة للصندوق.

وفي تطور آخر، وجّهت أكثر من 12 منظمة حقوقية، من بينها المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان ومركز الحقوق الدستورية، رسالة تحذيرية إلى الصندوق، طالبت فيها بوقف ما وصفته بـ”نموذج الإغاثة الخصخصي والعسكري”، محذّرة من مسؤولية جنائية محتملة عن جرائم مثل التهجير القسري والتجويع وحرمان المدنيين من المساعدات.

ودعت المنظمات إلى توزيع المساعدات عبر قنوات الإغاثة الدولية الموثوقة، بعيدًا عن الأجندات السياسية والعسكرية التي تُفاقم معاناة السكان في غزة.

Shares:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *