برلين – السبت 9 آب/ أغسطس 2025
بدعوة من اللجنة الوطنية الفلسطينية الموحدة في برلين، شهدت ساحة Checkpoint Carle وقفة تضامنية حاشدة مع أهالي غزة، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على القطاع، وتصاعد الانتهاكات في القدس والضفة الغربية. وكان قد تجمع مئات المشاركين من خلفيات متعددة، وتحولت الساحة إلى منصة جماهيرية للتعبير عن الغضب، والتضامن، والمطالبة بالعدالة، وسط حضور لافت لممثلين عن أحزاب ألمانية، ومجموعات يهودية تقدمية، ومنظمات أوروبية داعمة لحقوق الإنسان.

كلمة اللجنة الوطنية الفلسطينية: “غزة لن تُكسر“
افتُتحت الوقفة بكلمة مؤثرة ألقتها اللجنة الوطنية الفلسطينية الموحدة في برلين، عبّرت فيها عن حجم المأساة الإنسانية التي يعيشها سكان غزة، وعن فشل الاحتلال في كسر إرادة الشعب الفلسطيني رغم آلة القتل والتدمير. ومن أبرز ما جاء في الكلمة:
“نقف اليوم لنرفع الصوت عاليًا: أوقفوا الحرب على غزة! أوقفوا المجازر بحق الأطفال والنساء والشيوخ! افتحوا الحدود فورًا، وأدخلوا المساعدات الإغاثية عبر منظمات دولية مشهود لها بالنزاهة والحياد، لا عبر لجان مشبوهة تحولت إلى مصائد موت، لا إلى ممرات حياة.”
كما طالبت اللجنة بوقف كامل لتسليح سلطات الاحتلال، مشيرة إلى تصريح المستشار الألماني فريدريش ميرتس بشأن تعليق جزئي لتصدير الأسلحة، واعتبرته خطوة غير كافية أمام حجم الجرائم المرتكبة.

وفي ذات السياق، سلط حزب اليسار الألماني في كلمته الضوء على ضرورة وقف تسليح سُلطات الاحتلال معبتراً أنه: “لا يمكن الحديث عن حقوق الإنسان وتسليح القتلة في الوقت عينه”. وعبرّ ممثل حزب Die Linke (اليسار الألماني) عن رفضه القاطع لاستمرار الدعم العسكري الألماني لإسرائيل، مؤكدًا أن ألمانيا تتحمل مسؤولية أخلاقية وتاريخية مضاعفة، ولا يمكنها أن تواصل تصدير أدوات القتل بينما تتحدث عن السلام.
“نطالب بوقف فوري وكامل لتسليح إسرائيل. كل رصاصة تُطلق على غزة، وكل دبابة تُستخدم لهدم البيوت، هي مشاركة في الجريمة. الصمت خيانة.
الصوت اليهودي: “لا تُرتكب الجرائم باسمنا“
من أبرز اللحظات في الوقفة، كانت كلمة ممثل حركة “الصوت اليهودي من أجل السلام العادل”، الذي شدد على أن الاحتلال لا يُمثّل اليهودية، وأن التضامن مع فلسطين هو موقف أخلاقي وإنساني. كما أشار ممثل الحركة في مداخلةً مفادها: “نرفض أن تُستخدم معاناة الماضي لتبرير قمع الحاضر. لا يمكن أن نكون صامتين أمام ما يحدث في غزة. العدالة لا تعرف دينًا ولا قومية . إنها حق لكل إنسان.”

وشهدت الوقفة طرح جُملة من المُطالبات وكان على رأسها:
– وقف الحرب فورًا
– فتح المعابر أمام المساعدات الإنسانية
– إنهاء الحصار المفروض على غزة
– محاسبة المسؤولين عن الجرائم بحق المدنيين
برلين تتكلم باسم الضمير.
الوقفة التضامنية في برلين جاءت لتؤكد أن القضية الفلسطينية ليست قضية شعب واحد، بل قضية إنسانية عالمية. من ساحة Checkpoint Carle، انطلقت أصوات الأحرار لتقول:
“الحرية لغزة، النصر لفلسطين، والعار لكل
من يبرر القتل أو يصمت عليه.”