برلين – 6 سبتمبر 2025
في ساحةٍ رمزية قرب الكنيسة التي دُمّرت خلال الحرب العالمية الثانية، احتشد المئات في العاصمة الألمانية برلين استجابةً لدعوة اللجنة الوطنية الفلسطينية الموحدة، في وقفة تضامنية حاشدة ضد الإبادة المستمرة في غزة، وضد التواطؤ الدولي الذي يغذي آلة القتل.
كلمة اللجنة الوطنية الفلسطينية الموحدة: صرخة في وجه الصمت
افتتحت اللجنة الوقفة بكلمة نارية، حملت فيها صوت الضحايا، وصرخة من لا يُسمع. الكلمة لم تكن مجرد بيان سياسي، بل كانت نداءً إنسانيًا موجّهًا إلى العالم أجمع، وخاصة إلى من اختاروا الصمت، ومن زيّنوا القتل بعبارات دبلوماسية. وقالت اللجنة في كلمتها:
“نحن لا نخاطب أصحاب الضمائر الحية، فهم معنا في الميدان. نحن نخاطب من تواطؤوا، من جعلوا من الإنسانية شعارًا فارغًا لا يُصرف في دماء الأطفال ولا في أنقاض البيوت.”
وأشارت إلى أن ما يحدث في غزة ليس صراعًا، بل إبادة ممنهجة تُرتكب أمام أعين العالم، حيث تحوّلت مراكز الإغاثة إلى مصايد موت، والمعابر إلى أبواب مغلقة في وجه الحياة. وأكدت اللجنة أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تمارس إرهابًا ممنهجًا، وأنه آن الأوان لوقف هذا الجنون، ووقف الدعم العسكري والسياسي الذي تتلقاه من دول مثل ألمانيا، التي تتحمّل وزر القتل عبر تسليح المعتدي.

ألمانيا… شريكة في الجريمة
في سياق متصل، وجّهت اللجنة انتقادًا مباشرًا للحكومة الألمانية، معتبرةً أن استمرارها في تصدير الأسلحة لسلطات الاحتلال يجعلها شريكة فعلية في الحرب، في الحصار، وفي التجويع. وقالت في ذلك: “من يسلّح القاتل، يتحمّل وزر القتل. ومن يموّل الحصار، يشارك في خنق الأبرياء.”
رسائل تضامن من أطياف متعددة
إلى جانب كلمة اللجنة، أُلقيت كلمات من حزب السار الألماني الذي دعا إلى وقف الإبادة ووقف تسليح سلطات الاحتلال، ومن الصوت اليهودي من أجل السلام الذي عبّر عن تضامنه مع الشعب الفلسطيني، مؤكدًا أن الوقوف ضد الاحتلال لا يتعارض مع القيم اليهودية. كما شاركت مجموعات مناهضة للإمبريالية والحروب، أدانت فيها الدعم الأمريكي والأوروبي للعدوان، وطالبت بتحرك شعبي واسع لكسر الحصار المفروض على غزة.

أسطول الحرية… تحدٍ مستمر
تمت الإشادة بالمبادرات الشعبية، وعلى رأسها أسطول الحرية، الذي يواصل الإبحار نحو غزة متحديًا الحصار والصمت الدولي. وطالب المشاركون بالسماح لهذه السفن بالوصول إلى شواطئ القطاع، بدلًا من اعتراضها واحتجازها.
رسالة إلى العالم
الرسالة التي خرجت من برلين اليوم كانت واضحة وصريحة:
“كفى نفاقًا. كفى ازدواجية. كفى تبريرًا للقتل. نريد فعلًا لا أقوالًا. نريد عدالة لا مساومات. نريد حرية لا حصارًا.”
لن نسكت
الوقفة اختتمت بتعهد جماعي من المشاركين بعدم السكوت عن الجرائم، والاستمرار في النضال الإعلامي والسياسي حتى تُرفع رايات الحرية فوق كل أرض محتلة.
توجه شعبي داعم وتوجه رسمي متواطئ
على غرار كثير من الدول، تشهد ألمانيا ذلك التناقض بين التوجهات الشعبية المؤيدة لفلسطين والمُطالبة بوقف الإبادة الجماعية، في حين يستمر الموقف الرسمي بدعم الاحتلال الإسرائيلي والتواطؤ في الإبادة الجماعية. بالنظر إلى ألمانيا فهي دولة ذات وزن كبير في أوروبا والعالم، كما أنها أحد أهم وأبرز مُحركي الاتحاد الأوروبي، ومع ذلك فإن الحكومة الألمانية تستخدم هذا الوزن السياسي لإطالة الإبادة الجماعية والحيلولة دون أي مُبادرة أوروبية تهدف إلى قطع العلاقات مع سلطات الاحتلال، بما يتوافق مع قواعد القانون الدولي والقوانين الأوروبية وقرارات محكمة الجنايات الدولية ومحكمة العدل العُليا.