نظمت جمعية حنظلة في بلجيكا وحلفاؤها، مساء الأمس الاثنين، وقفة احتجاجية أمام مقر بلدية أنتويرب، تزامنًا مع انعقاد جلسة المجلس البلدي. ورفع المشاركون لافتات وشعارات تطالب بوقف تصدير السلاح إلى سلطات الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدين رفضهم لسياسات البلدية المتواطئة مع الاحتلال وللإبادة المستمرة بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

وفي كلمته خلال الوقفة، شدد طارق معمر، رئيس مجلس إدارة جمعية حنظلة، على أن هذا التجمع الأسبوعي بات “صوتًا حرًا يصدح بالحق من قلب مدينة أنتويرب”. وأكد أن القلوب معلّقة بغزة التي تتعرض منذ عامين لحرب إبادة ممنهجة، ترتكب فيها المجازر بشكل يومي ضد الأطفال والنساء والشيوخ، وسط حصار خانق حوّل حياة أكثر من مليوني إنسان إلى جحيم لا يُطاق.


وأشار معمر إلى أن هذه الحرب تجري بتواطؤ واضح من الولايات المتحدة التي تمد إسرائيل بالسلاح والدعم السياسي، وبمشاركة دول أوروبية تسمح بمرور السلاح عبر موانئها. وقال في رسالته للحكومة البلجيكية: “كفى سياسة الكيل بمكيالين بين الضحية والجلاد، بين الشعب الفلسطيني الأعزل والمستعمِر الذي يرتكب الجرائم بلا عقاب”.

وأضاف أن اعتراف بلجيكا بدولة فلسطين في الأمم المتحدة جاء اعترافًا منقوصًا ومشروطًا، وكأن حقوق الشعب الفلسطيني بحاجة إلى إذن أو مساومة، مشددًا على أن الفلسطيني لا يطلب صدقة من أحد، بل يمارس حقه المشروع وفق المواثيق والقوانين الدولية.

كما ذكّر بوجود نحو 12 ألف أسير فلسطيني يقبعون في سجون الاحتلال محرومين من أبسط الحقوق، في ظل حكومة إسرائيلية يمينية فاشية تمارس أبشع سياسات القمع والعقاب الجماعي.

وطالب معمر السلطات البلجيكية بوقف تصدير السلاح إلى سلطات الاحتلال الإسرائيلي والعمل داخل الاتحاد الأوروبي لفرض عقوبات حقيقية على دولة الاحتلال، مؤكدًا أن موجة التصاعد في الشارع البلجيكي ستستمر، “لأن صوت الأحرار في هذا البلد يزداد قوة وإصرارًا على الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني حتى نيل حقوقه كاملة، وفي مقدمتها الحرية والاستقلال”.

كما تحدث عدد من المشاركين في الوقفة، منتقدين صمت بلدية أنتويرب إزاء حرب الإبادة في غزة. ورفع المتظاهرون أعلام فلسطين ولافتات كُتب عليها: “الخط الأحمر من أجل وقف الإبادة”، إلى جانب هتافات داعية للحرية والعدالة.

طالب المشاركون بوقف تصدير السلاح إلى سلطات الاحتلال الإسرائيلي، وارتفعت أصواتهم عالية وقوية تعبيرًا عن غضبهم من سياسات المجلس المتواطئة مع الاحتلال والإبادة الجارية في قطاع غزة.

لقد كان الحضور مميزًا وصوت المحتجين مؤثرًا، في مدينة تُصنَّف تاريخيًا كأحد أهم مراكز اقتصاد دولة الاحتلال.
يُذكر أن هذه الفعالية تُنظَّم أسبوعيًا، وتشهد مشاركة متزايدة من أبناء الجالية الفلسطينية والمتضامنين البلجيكيين.

Shares:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *