أصدرت التنسيقية العالمية للأحزاب والمنظمات الثورية (ICOR) بيانًا شديد اللهجة، أعلنت فيه مساندتها الكاملة لأسطول الصمود العالمي المتجه نحو قطاع غزة، مؤكدة أن هذا التحرك الأممي يعكس إرادة الشعوب الحرة في مواجهة الحصار الإسرائيلي الذي وصفته بأنه جريمة ممنهجة تنتهك القانون الدولي وتهدف إلى تجويع الفلسطينيين وحرمانهم من الرعاية الصحية.
وأشار البيان إلى أن أكثر من 50 سفينة يشارك فيها ناشطون من 44 دولة على الأقل، بينهم سياسيون وقادة تقدميون، منطلقين في محاولة لكسر الحصار المفروض على غزة. ومن بين المشاركين الرفيق غسان هنشيري عضو المكتب السياسي للحزب الوطني الديمقراطي الاشتراكي (PPDS) في تونس وعضو ICOR، إلى جانب نشطاء من تونس والمغرب واليونان وإسبانيا وإيطاليا ودول أخرى.
وأكدت التنسيقية أن الأسطول تعرض خلال رحلته لاعتداءات متكررة، إذ هاجمته طائرات مسيّرة ثلاث مرات، وأُلقيت قنابل حارقة على بعض السفن ما عرّضها لخطر التدمير الكامل. وقالت إن “يقظة النشطاء والبحارة حالت دون وقوع كارثة إنسانية”، ونددت بما وصفته بمحاولة متعمدة لقتل الطواقم.
كما كشف البيان عن التحاق أسطول “تحالف الحرية” بالشراكة مع أسطول “ألف مادلين”، حيث أبحرت ثماني سفن من إيطاليا يوم 27 سبتمبر الجاري وعلى متنها 70 ناشطًا من 15 جنسية، محملة بحليب الأطفال والأدوية والمواد الغذائية. وأعلن “تحالف الحرية” عن مهمة خاصة تحت شعار “الأطباء والصحفيون”، تشمل إرسال قارب يضم 200 صحفي وطبيب وممرض ومسعف، في خطوة رمزية للتنديد باستهداف الكوادر الطبية والإعلامية في غزة.
البيان شدّد على أن الحراك البحري تزامن مع موجة احتجاجات جماهيرية عالمية ضد الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني، حيث شهدت مدن في ألمانيا وإسبانيا وأستراليا وبريطانيا واليونان وفرنسا مظاهرات واسعة، بينما أطلق عمال الموانئ في إيطاليا إضرابات عامة ورفضوا شحن الأسلحة إلى إسرائيل. وأشار إلى أن هذه الفعاليات شملت أيضًا مقاطعات واسعة لحركة التصدير العسكري في عدة موانئ دولية.
وأشار البيان إلى أن هذه الضغوط الشعبية أسفرت عن اعتراف 11 دولة جديدة بدولة فلسطين خلال جلسات الجمعية العامة للأمم المتحدة، فيما دعت فنلندا إلى إلغاء حق النقض (الفيتو) الممنوح للأعضاء الدائمين في مجلس الأمن، بعدما عطّلت الولايات المتحدة مرارًا قرارات أممية لصالح الفلسطينيين رغم أن 157 دولة – أي 81% من أعضاء الجمعية العامة – تؤيدها.
كما ثمّن البيان قيام كل من إيطاليا وإسبانيا بإرسال فرقاطتين بحريتين لحماية أسطول الصمود، معتبرًا أن هذه الخطوة تُمثل بادرة تضامن ملموسة.
وفي سياق متصل، اتهمت ICOR الحكومتين الأمريكية والألمانية بالتواطؤ مع إسرائيل في جرائم الحرب ضد الفلسطينيين. وأكدت دعمها الكامل للدعاوى القضائية المرفوعة ضد برلين بتهمة “المشاركة في الإبادة الجماعية”، مشيرة إلى توقيعها ميثاق تضامن مع مستشفى العودة في غزة لجمع التبرعات لإعادة بنائه بعد تعرضه للقصف.
وفي ختام البيان، دعا قادة ICOR – المنسقة العامة مونيكا غارتنر-إنغل ونائبها حاتم العويني – إلى تكثيف الاحتجاجات الشعبية حول العالم ومواجهة سياسات القمع التي تستهدف المتضامنين مع فلسطين. وجاء في الختام:
“فلترتفع أصواتنا ضد الإبادة وضد تجريم التضامن. الحرية لفلسطين، عاش التضامن الأممي مع الشعب الفلسطيني، ولنرفع أيدينا عن نشطاء أسطول الصمود”.