برلين – 1 تشرين الأول 2025
بدعوة من اللجنة الوطنية الفلسطينية الموحدة في برلين، نُظّمت اليوم الأربعاء وقفة تضامن جماهيرية حاشدة عند محطة Gesundbrunnen، شارك فيها العشرات من أبناء الجالية الفلسطينية، ومتضامنون من مختلف الجنسيات، ومجموعات يسارية مناهضة للحرب، في مشهد جسّد وحدة الصوت الرافض للإبادة الجماعية والعدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة والضفة الغربية.
الوقفة جاءت في ظل تصاعد الجرائم الإسرائيلية بحق المدنيين الفلسطينيين، واستمرار الحصار والقصف على قطاع غزة، وتكثيف الاعتداءات في الضفة الغربية ومخيماتها، وسط صمت دولي وتواطؤ واضح من حكومات غربية، وعلى رأسها ألمانيا، التي تواصل تصدير الأسلحة إلى سطات الاحتلال الإسرائيلية رغم توثيق الجرائم وانتهاك القانون الدولي.
افتتحت الفعالية بكلمة قوية ألقتها اللجنة الوطنية الفلسطينية الموحدة في برلين، أكدت فيها أن ما يجري في فلسطين هو إبادة جماعية ممنهجة، تُنفذ بأسلحة غربية، وبغطاء سياسي دولي، وأن استمرار ألمانيا في تسليح سلطات الاحتلال يُعد مشاركة مباشرة في هذه الجرائم، ويضعها أمام مسؤولية قانونية وأخلاقية لا يمكن التنصل منها.
وجاء في الكلمة:
“نُحيي شعبنا الصامد في غزة، الذي يواجه آلة القتل الإسرائيلية بصدور عارية، ويُعيد تعريف معنى البطولة في زمن التواطؤ. نُحيي أهلنا في الضفة الغربية، وفي المخيمات، وفي كل مكان يُقاوم فيه الفلسطينيون من أجل الحياة والكرامة.”
كما طالبت اللجنة بـمقاطعة شاملة لسلطات الاحتلال، سياسية واقتصادية وثقافية وأكاديمية، مؤكدة أن استمرار العلاقات مع دولة تمارس الإبادة الجماعية هو تواطؤ لا يُغتفر، وأن على ألمانيا أن تتحمل مسؤوليتها القانونية والأخلاقية، وتوقف فورًا تصدير الأسلحة التي تُستخدم في قتل المدنيين.
وتطرّقت اللجنة في كلمتها إلى ما يُسمى بـخطة ترامب، ووصفتها بأنها محاولة لإنقاذ الاحتلال من فشله، وإعادة إنتاج الاستعمار بأدوات جديدة. وأكدت أن هذه الخطة تُقوّض حق تقرير المصير، وتفصل غزة عن الجغرافيا الفلسطينية، وتدفع شعبنا نحو وصاية دولية لا تعني سوى تكريس التبعية والهيمنة. وأضافت:
“نرفض هذه الخطة كما نرفض الاحتلال، ونؤكد أن شعبنا لن يقبل إلا بالحرية الكاملة على أرضه، وبعودة لاجئيه، وبإنهاء الحصار والعدوان.”
كما ألقت مجموعات يسارية مناهضة للحرب كلمات تضامنية عبّرت فيها عن رفضها المطلق للعدوان الإسرائيلي، ونددت بسياسات التسليح الألمانية، وطالبت بـوقف فوري للحرب، ووقف تصدير الأسلحة، ومحاسبة الحكومة الألمانية على تواطئها، وفتح المعابر الإنسانية إلى غزة بشكل عاجل.
وشدد المتحدثون على أن التضامن مع فلسطين ليس مسألة أخلاقية فقط، بل مسؤولية سياسية، وأنه لا يمكن الحديث عن العدالة الاجتماعية أو مناهضة الفاشية دون الوقوف ضد الإبادة الجماعية التي تُمارس بحق الفلسطينيين.
الوقفة تخللتها هتافات حماسية، ورفع المشاركون الأعلام الفلسطينية، ولافتات تطالب بوقف الإبادة، وإنهاء الاحتلال، ودعم المقاومة، وتوفير الحماية الدولية لأسطول الصمود، الذي يواجه تهديدات إسرائيلية علنية.
في ختام الفعالية، وجّه المنظمون تحية فخر واعتزاز لشعبنا الصامد في غزة، الذي يواجه الموت يوميًا بكرامة، ويكتب بدمه ملحمة الحرية، كما تم تكريم الشهداء الفلسطينيين الذين ارتقوا دفاعًا عن الأرض والحق والهوية، مؤكدين أن دماءهم لن تذهب سدى، وأن صوتهم سيظل حيًا في كل ساحة نضال.