شهدت مدينة غرناطة الإسبانية، يوم الخميس 2 أكتوبر 2025، يوماً حافلاً بالحراك الطلابي والشعبي الداعم للقضية الفلسطينية، إذ خرج آلاف الطلاب في إضراب عام بدعوة من منظمات طلابية Asamblea Estudiantil Permanente (AEP)، وSindicato de Estudiantes، ومنظمة Banzai .
الإضراب الطلابي سرعان ما تحوّل إلى مسيرة ضخمة ملأت شوارع غرناطة، حيث رفع المشاركون الأعلام الفلسطينية ورددوا هتافات منددة بالإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، مطالبين بوقف العدوان ومحاسبة المسؤولين عنه، وكذلك الأطراف المتواطئة أو الصامتة أمام ما يجري.
المشهد لم يقتصر على التحرك الطلابي، ففي اليوم ذاته شهدت غرناطة مظاهرة واعتصاماً حاشدين دعت إليهما حركة Global Movement، وشارك فيهما طيف واسع من الأحزاب السياسية، والنقابات العمالية، والحركات الطلابية، ومؤسسات المجتمع المدني المناصرة لفلسطين. هذه المشاركة الواسعة أعطت الزخم للاحتجاجات، وجعلت منها حدثاً بارزاً يعكس مدى تضامن مدينة غرناطة مع القضية الفلسطينية.
وركزت المظاهرة على جانب إضافي من الانتهاكات التي تدينها الحركات التضامنية، إذ سلطت الضوء على قضية الناشطين المشاركين في أسطول الصمود، الذين تعرضوا لاعتداء من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي، حيث تم اعتقالهم وقمعهم أثناء محاولتهم كسر الحصار المفروض على قطاع غزة. المتظاهرون اعتبروا أن ما جرى للناشطين يعكس سياسة منهجية تهدف إلى إسكات الأصوات التضامنية مع الفلسطينيين، سواء داخل الأراضي المحتلة أو خارجها.
منظمون الإضراب والمظاهرة أكدوا في بياناتهم أنّ ما حدث في غرناطة ليس سوى جزء من موجة أوسع من الحراك الطلابي والشعبي المتنامي، مشددين على أن التضامن مع فلسطين لم يعد مجرد موقف أخلاقي، بل أصبح مطلباً سياسياً واجتماعياً مرتبطاً بمبادئ العدالة وحقوق الإنسان. وأكدوا كذلك على ضرورة ممارسة الضغط على الحكومات الأوروبية، وخاصة الحكومة الإسبانية، لوقف التعاون العسكري والصفقات التجارية مع سلطات الاحتلال الإسرائيلي، والعمل على ملاحقة الانتهاكات عبر المؤسسات الدولية.
في نهاية اليوم، بدا واضحاً أن غرناطة لم تكن مجرد مسرح لتظاهرة عابرة، بل فضاءً جسّد التزاماً عميقاً بالدفاع عن الشعب الفلسطيني، ورسالةً تؤكد أن التضامن والنضال مترابطان، وأن معركة العدالة في فلسطين هي معركة سياسية – إنسانية كونية توحد نضالات الشعوب الحُرة والرافضة للقمع والهيمنة الاستعمارية والإمبيريالية.