برلين – الخميس 02 أكتوبر 2025
بدعوة من اللجنة الوطنية الفلسطينية الموحدة وتحالف الأممي مع فلسطين، نُظّمت صباح اليوم وقفة احتجاجية أمام مقر وزارة الخارجية الألمانية في العاصمة برلين، شارك فيها عشرات النشطاء والمتضامنين من مختلف الجنسيات، إلى جانب ممثلين عن منظمات حقوقية، نقابات، وحركات يسارية وأممية، وذلك تنديدًا بجريمة القرصنة التي ارتكبها الاحتلال الصهيوني ضد “أسطول الحرية – الصمود” في المياه الإقليمية الدولية.
جريمة منظمة في عرض البحر
الوقفة جاءت بعد الهجوم الليلي الذي شنّته قوات الاحتلال على الأسطول المدني، والذي كان يحمل متضامنين دوليين ومساعدات إنسانية إلى غزة المحاصرة. وقد وصف المنظمون الهجوم بأنه “إرهاب دولة منظم” و”أضخم عملية قرصنة في العصر الحديث”، مؤكدين أن العملية تمّت في المياه الدولية، بعيدًا عن أي مبرر قانوني أو إنساني، وبأوامر مباشرة من مجرم الحرب بنيامين نتنياهو.
كلمات حازمة ومطالب واضحة
في كلمة ألقاها باسم اللجنة الوطنية الفلسطينية الموحدة، شدّد المتحدث إبراهيم على أن هذه الجريمة تمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، وتكشف مجددًا الطبيعة العدوانية للكيان الصهيوني الذي يواصل ارتكاب جرائمه دون مساءلة. كما حمّل الحكومة الألمانية مسؤولية مباشرة عن استمرار هذه الجرائم، بسبب دعمها العسكري المتواصل للاحتلال، قائلاً:
“من يسلّح القاتل لا يمكنه أن يدّعي الحياد. ومن يصمت على الجريمة، يُشارك في استمرارها.”
وطالب المشاركون الحكومة الألمانية والمجتمع الدولي بما يلي:
• وقف فوري لجميع أشكال الدعم العسكري والتقني للكيان الصهيوني.
• فتح تحقيق برلماني حول دور الأسلحة الألمانية في الجرائم ضد المدنيين الفلسطينيين.
• دعم محاكمة قادة الاحتلال أمام المحاكم الدولية بتهم جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
• تأمين الحماية لقوافل التضامن وضمان وصولها الآمن إلى غزة.
• فرض عقوبات شاملة ومقاطعة الكيان على جميع المستويات.
تضامن عالمي وإضرابات احتجاجية
شهدت الوقفة كلمات تضامنية من ممثلين عن حركات أممية ونقابات أوروبية، عبّروا فيها عن غضبهم من الجريمة، وعن رفضهم لتواطؤ بعض الحكومات الغربية، وعلى رأسها الحكومة الإيطالية التي تخلّت عن حماية المتضامنين وسهّلت عملية القرصنة.
كما حيّى المتحدثون موقف الاتحاد العام الإيطالي للعمل، الذي أعلن الإضراب العام احتجاجًا على الجريمة، معتبرين أن هذا الموقف يُجسّد الضمير العمالي الحي في مواجهة الظلم.
تحية لغزة وللمتضامنين
واختُتمت الوقفة بتحية لغزة المقاومة، التي تواصل صمودها رغم الحصار والقصف، وتحية لكل المتضامنين الذين عبروا البحار ورفعوا أصواتهم في وجه الظلم.
“أنتم ضمير الإنسانية، وأنتم جسرها إلى الحرية”، قال أحد المتحدثين، وسط تصفيق الحضور ورفع الأعلام الفلسطينية واللافتات المطالبة بكسر الحصار ومحاسبة مجرمي الحرب.
خلفية الحدث
يُذكر أن “أسطول الحرية – الصمود” انطلق قبل أيام من موانئ أوروبية، بمشاركة متضامنين من أكثر من عشرين دولة، بهدف إيصال مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة، وكسر الحصار المفروض عليه منذ أكثر من 17 عامًا. وقد تعرّض الأسطول لهجوم عسكري عنيف في المياه الدولية، أسفر عن إصابات واعتقالات، وسط صمت دولي مريب وتواطؤ رسمي من بعض الحكومات الأوروبية.