في ذكرى مرور عامين على حرب الإبادة الصهيونية على قطاع غزة
عامان من الإبادة… عامان من صمود الشعب الفلسطيني في وجه المذبحة وتضامن عالمي غير مسبوق
في ذكرى مرور عامين على حرب الإبادة الصهيونية على قطاع غزة، التي بدأت في السابع من أكتوبر 2023، تحيي جمعية حنظلة للثقافة والتنمية – بلجيكا (VZW) الشعب الفلسطيني في قطاع غزة على صموده وثباته، رغم ما تعرّض له من جرائم غير مسبوقة استخدمت فيها كل أدوات القتل والتدمير والتجويع، بشراكةٍ أمريكية مباشرة، ووسط صمت دولي وتواطؤ غربي واضح.
لقد شكّل الصمود الأسطوري لشعبنا ومقاومته الباسلة، وتمسّكه بأرضه وحقّه في الحرية والكرامة وتقرير المصير، ورفضه الركوع أمام آلة الحرب والاستعمار، مصدرَ إلهامٍ للعالم بأسره، الذي هبّ بمئات الآلاف في المدن والعواصم، منددًا بحرب الإبادة وداعمًا لغزة في حالة تضامن شعبي غير مسبوقة.
هذا الوعي المتنامي أسقط الرواية الصهيونية المزيّفة، وجعل الكيان يعيش حالة عزلة ومقاطعة متصاعدة، فيما فرضت الاحتجاجات والضغوط الشعبية على الحكومات الغربية مراجعة مواقفها المنحازة.
تؤكد الجمعية أن ما يجري في غزة هو جريمة إبادة وتطهير عرقي موثقة بكل المعايير القانونية والأخلاقية، يتحمل الاحتلال الإسرائيلي وقادته المسؤولية الكاملة عنها، إلى جانب الإدارة الأمريكية التي وفرت له الغطاءين السياسي والعسكري، كما تتحمل بعض الحكومات الأوروبية نصيبها من المسؤولية من خلال تزويد إسرائيل بالسلاح والتواطؤ معها في المحافل الدولية.
وتطالب الجمعية الحكومة البلجيكية باتخاذ موقفٍ شجاع وواضح يتمثل في وقف تصدير السلاح إلى إسرائيل، ومحاسبة الشركات المتورطة في دعم آلة الحرب، والضغط لفرض عقوبات حقيقية على الاحتلال.
كما تؤكد أن مسؤولية إسرائيل عن الجرائم المرتكبة لا تسقط بالتقادم ولا بانتهاء الحرب.
إن ربط العقوبات بوقف العمليات العسكرية أو بما يسمى “عودة الاستقرار” هو مكافأة للمجرم وتشجيع له على الإفلات من العقاب. فالعدالة لا تتحقق بوقف القصف، بل بمحاسبة المجرمين وإنهاء الاحتلال ونظام الفصل العنصري.
وعليه، نحذّر من أي محاولة لتعليق أو رفع العقوبات بمجرد انتهاء الحرب، ونشدد على أن هذه الإجراءات يجب أن تستمر وتتوسع حتى تحقيق العدالة الكاملة لضحايا الإبادة وزوال الاحتلال نهائيًا.
وتعبّر الجمعية عن فخرها واعتزازها بأحرار العالم، وبكل الناشطين وحركات التضامن مع الشعب الفلسطيني ونضاله، الذين واصلوا على مدار عامين حضورهم في الساحات والشوارع في أوروبا وبلجيكا والعالم، حاملين صوت فلسطين في وجه قوى الظلم والاستعمار.
إن هذه الجهود النبيلة تستحق كل التقدير، فقد شكّلت جدارًا من الوعي والموقف الأخلاقي في مواجهة آلة التضليل الصهيونية، وأسهمت بشكل مباشر في الضغط على الحكومات الأوروبية لاتخاذ مواقف وإجراءات ضد دولة الاحتلال.
لقد كان هؤلاء الأحرار أبطالًا حقيقيين لحركة التضامن، إذ أحدثوا تحولًا ملموسًا في الرأي العام العالمي تجاه القضية الفلسطينية، وأعادوا الاعتبار للسردية الفلسطينية في مواجهة الرواية الصهيونية الزائفة. لقد مثّلوا الضمير الإنساني الحيّ، وكانوا خير من عبّر عن العدالة والحرية في وجه الظلم والاستعمار.
كما ترى الجمعية أن اعتراف بلجيكا بدولة فلسطين، رغم أهميته، يبقى خطوة ناقصة إن لم يُترجم إلى إجراءات سياسية وقانونية تُنهي الاحتلال وتضمن الحقوق الكاملة للشعب الفلسطيني.
ختامًا، تؤكد جمعية حنظلة للثقافة والتنمية – بلجيكا (VZW) التزامها بمواصلة العمل الثقافي والسياسي لدعم قضية فلسطين، والوقوف إلى جانب كل أحرار العالم حتى تتحقق العدالة، وتُرفع راية الحرية فوق أرض فلسطين من البحر إلى النهر.
عاشت فلسطين حرة،
وعاش صمود الشعب الفلسطيني،
وتحية إلى أحرار العالم وحركات التضامن في كل مكان.
جمعية حنظلة للثقافة والتنمية – بلجيكا (VZW)
أكتوبر/تشرين الأول 2025