أصدرت الجمعيات والمؤسسات الفلسطينية في بلجيكا بياناً تُدين فيه حادثة وفاة الشاب الفلسطيني محمود فرج الله في أحد مراكز الاحتجاز البلجيكية، فيما يلي نص البيان الكامل.

بلجيكا – بروكسل

تتابع الجمعيات والمؤسسات الفلسطينية في أوروبا ببالغ الحزن والأسى حادثة وفاة الشاب محمود فرج الله، الذي وُجد متوفى صباح يوم 8 أكتوبر 2025 داخل أحد مراكز الاحتجاز التابعة للسلطات البلجيكية، بعد فترة احتجاز في ظروف غير إنسانية اتسمت بالإهمال وسوء المعاملة. ويعدّ هذا الحادث المؤسف انتهاكًا واضحًا لحقوق الإنسان واللاجئين المكفولة بموجب القوانين الدولية، وللالتزامات الإنسانية المنصوص عليها في التشريعات البلجيكية والأوروبية.

لقد كان الشاب محمود فرج الله من أبناء الجالية الفلسطينية المقيمة في بلجيكا، وقد لجأ إليها بحثًا عن الأمان بعد نجاته من أهوال العدوان المستمر على قطاع غزة، الذي يعاني من أوضاع كارثية جراء الحصار والدمار والتهجير القسري.

تتابع الجالية الفلسطينية في بلجيكا ومعها المؤسسات الحقوقية والإنسانية هذه الحادثة الأليمة بغضب وألم بالغين، وتحمل السلطات البلجيكية المسؤولية الكاملة عن وفاته، وتدعو إلى فتح تحقيق عاجل وشفاف حول ظروف وملابسات احتجازه ووفاته، ومحاسبة جميع المتسببين أو المقصرين.

إن ما يتعرض له اللاجئون الفلسطينيون داخل مراكز الاحتجاز من سوء معاملةٍ مستمرة، وإهمالٍ صحيٍّ ونفسيٍّ، وظروفٍ معيشيةٍ قاسية، يعكس واقعًا مؤلمًا يتناقض مع قيم العدالة وحقوق الإنسان التي تنادي بها بلجيكا والاتحاد الأوروبي.

وفي ظل ما يتعرض له الشعب الفلسطيني في قطاع غزة من إبادة ممنهجة وتهجير قسري ومعاناة إنسانية غير مسبوقة، فإننا نؤكد ضرورة أن تتعامل الحكومة البلجيكية مع ملف اللاجئين الفلسطينيين كحالة إنسانية استثنائية، تستوجب إجراءات خاصة تحترم وضعهم القانوني كضحايا حروب وعدوان مستمر، وتوفر لهم الحماية القانونية والاجتماعية اللازمة.

وعليه، فإننا نحن الجمعيات والمؤسسات الفلسطينية الموقعة على هذا البيان نعلن ما يلي:

نحمل الحكومة الفيدرالية البلجيكية المسؤولية الكاملة عن وفاة الشاب محمود فرج الله، ونطالب بفتح تحقيق مستقل بمشاركة منظمات حقوق الإنسان والمجتمع المدني.

نطالب مؤسسة فيداسيل (Fedasil) والسلطات البلجيكية بتحسين ظروف مراكز الاحتجاز والاستقبال، وضمان احترام كرامة اللاجئين، وخاصة الفلسطينيين منهم.

نناشد الاتحاد الأوروبي ومنظمات حقوق الإنسان الدولية بالتدخل العاجل لمراقبة أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في بلجيكا، وضمان معاملتهم وفق القانون الدولي الإنساني، وإيقاف أي إجراءات ترحيل قسري بحقهم.

نطالب وسائل الإعلام البلجيكية والدولية بتغطية هذه الحادثة بمسؤولية ومهنية، وتسليط الضوء على معاناة اللاجئين الفلسطينيين في أوروبا.

ندعو الحكومة البلجيكية إلى مراجعة سياساتها المتعلقة باللاجئين الفلسطينيين، والتعامل مع قضيتهم في ضوء الظروف الاستثنائية التي يعيشها شعبنا في غزة، وبما يتوافق مع التزاماتها الإنسانية والقانونية.

إننا، أبناء الجالية الفلسطينية في بلجيكا، ندعو جميع القوى الحية في المجتمع البلجيكي إلى التضامن معنا، والوقوف صفًا واحدًا في وجه التمييز والمعاملة غير العادلة بحق اللاجئين الفلسطينيين، وإعلاء صوت العدالة والكرامة الإنسانية.

رحم الله الشاب محمود فرج الله، وجعل دمه أمانة في أعناق كل من يؤمن بالعدالة والكرامة الإنسانية.

صادر عن:
الجمعيات والمؤسسات الفلسطينية الموقعة على البيان
بروكسل – 10 / 10 / 2025

Shares:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *