فلسطين – 13 تشرين الأول 2025
عمّت أجواء ممزوجة بالاعتزاز والألم مختلف المدن والمخيمات الفلسطينية، عقب الإفراج عن دفعة جديدة من الأسرى الفلسطينيين من سجون الاحتلال، بينهم عدد من القيادات الوطنية وأسرى قضوا سنوات طويلة خلف القضبان.
وشهد قطاع غزة والضفة الغربية استقبالاً جماهيرياً واسعاً للأسرى المحررين، وسط مظاهر احتفال شعبية عبّرت عن التقدير لصمودهم وتضحياتهم، فيما شددت الفصائل الفلسطينية على أن الإفراج يشكّل محطة مهمة في مسار النضال الوطني، لكنه “لا يكتمل ما دام آلاف الأسرى لا يزالون في السجون”.
وقالت مصادر فلسطينية إن عملية الإفراج شملت العشرات من الأسرى، من بينهم عدد من القيادات البارزة في الحركة الأسيرة، ممن أمضوا سنوات طويلة في الاعتقال.
مواقف الفصائل
رحّبت الفصائل الفلسطينية كافة بالإفراج، معتبرة أن ما جرى “إنجاز وطني وإنساني” يعكس صمود الأسرى ووحدة الموقف الشعبي في دعم قضيتهم.
وأكدت حركة حماس أن الإفراج “يعبّر عن فشل سياسات الاحتلال في كسر إرادة المقاومة والأسرى”، مشيرة إلى أن “الحرية التي انتُزعت للأسرى اليوم هي خطوة على طريق التحرير الكامل”.
من جانبها، شددت حركة الجهاد الإسلامي على ضرورة مواصلة العمل السياسي والميداني من أجل تحرير جميع الأسرى، داعية إلى “تدويل قضيتهم وإبراز معاناتهم في المحافل الدولية”.
أما الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، فقد عبّرت في بيان لها عن “تهانيها للشعب الفلسطيني والحركة الأسيرة”، مؤكدة أن هذا الإفراج “ثمرة لصمود الأسرى والمقاومة وتضحيات الشعب الفلسطيني، وخصوصاً في قطاع غزة”.
وأضافت الجبهة أن “الفرحة ستبقى ناقصة ما دام آلاف الأسرى خلف القضبان”، متعهدة بمواصلة النضال حتى نيلهم الحرية، وفي مقدمتهم الأمين العام للجبهة أحمد سعدات.
كما دعت الجبهة إلى تحريك الملف على المستويين الحقوقي والدولي لفضح ممارسات الاحتلال بحق الأسرى، واعتبار قضيتهم “أولوية وطنية وإنسانية لا تقبل التراجع”.
دعوات لمواصلة الجهود
وأكدت مؤسسات الأسرى وحقوق الإنسان الفلسطينية أن الإفراج الأخير “يجب أن يكون دافعاً لتكثيف العمل الشعبي والرسمي” من أجل إنهاء معاناة المعتقلين كافة، خاصة النساء والأطفال والمرضى منهم.
واعتبرت هذه المؤسسات أن استمرار الاعتقال الإداري، وسياسات العزل والإهمال الطبي، “تشكل جرائم تستدعي موقفاً دولياً واضحاً”، مطالبة الأمم المتحدة والهيئات الحقوقية بالتدخل الفوري.
وفي ظل أجواء الفرح الممزوجة بالألم، أكدت الجماهير الفلسطينية أن تحرير جميع الأسرى سيبقى هدفاً مركزياً في النضال الوطني، وأن “الحرية قادمة مهما طال الزمن”.