نيويورك – 30 أكتوبر 2025
في خطوة غير مسبوقة داخل الوسط الإعلامي والثقافي الأميركي، أعلن أكثر من 150 كاتبًا ومساهمًا سابقًا في صحيفة “نيويورك تايمز” عن توقيعهم تعهّدًا جماعيًا بعدم الكتابة أو المشاركة في قسم الرأي بالصحيفة، احتجاجًا على ما وصفوه بـ”التغطية المتحيّزة والمجحفة” تجاه الفلسطينيين خلال الحرب المستمرة على قطاع غزة.
بيان المقاطعة
وجاء في البيان الذي وقّعه عدد من الكتّاب والصحفيين والأكاديميين من مختلف أنحاء العالم:
“إلى أن تتحمّل صحيفة نيويورك تايمز المسؤولية عن تغطيتها غير المتوازنة وتلتزم بتقديم تقارير صادقة وأخلاقية حول الحرب الأمريكية الإسرائيلية على غزة، فإننا نرفض المشاركة في أي محتوى يُستخدم لتجميل صورتها أو تبرير جرائم الاحتلال.”
وأشار البيان إلى أن الصحيفة “تمنح مساحة مفرطة للرواية الإسرائيلية الرسمية، مقابل تغييب شبه كامل لأصوات الفلسطينيين وضحايا الحرب”.
أبرز الموقعين
ضمّت قائمة الموقعين على التعهّد عددًا من الأسماء البارزة في مجالات الأدب والفكر والفن، من بينهم:
الروائية الأيرلندية سالي روني
الناشطة البيئية غريتا ثونبرغ
النائب الأمريكية رشيدة طليب
المخرجة الفلسطينية ريما حسن
الكاتب الفيتنامي الأمريكي فيت تان نجوين
المخرج الفلسطيني إيليا سليمان
الناشطة تشيلسي مانينغ
الصحفي الرياضي ديف زيرين
وأكد الموقعون أن مقاطعتهم تهدف إلى الضغط الأخلاقي والإعلامي على المؤسسة الصحفية، ودفعها نحو مراجعة سياساتها التحريرية بشأن الصراع في الشرق الأوسط.
مطالب الحركة
تضمّن البيان مجموعة من المطالب الواضحة التي وجهها الموقعون إلى إدارة الصحيفة، أبرزها:
- مراجعة شاملة للتحيّز في التغطية، خاصة في ما يتعلق بالشأن الفلسطيني.
- سحب المقال المثير للجدل “Screams Without Words” الذي نُشر في ديسمبر 2023، واتُّهم بترويج مزاعم غير موثقة حول اعتداءات جنسية خلال هجوم 7 أكتوبر.
- إرساء معايير تحريرية جديدة تضمن العدالة والمصداقية في تغطية قضايا الاحتلال والحرب على غزة.
- دعوة إدارة الصحيفة إلى تبنّي موقف أخلاقي واضح بالدعوة لوقف تصدير الأسلحة الأمريكية إلى إسرائيل.
ردود الفعل
الخطوة لاقت تفاعلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ اعتبرها ناشطون وكتّاب “تحركًا شجاعًا ضد التواطؤ الإعلامي في تغطية الجرائم الإسرائيلية”، بينما رأى آخرون أنها “محاولة رمزية لإصلاح مؤسسات إعلامية فقدت حيادها”.
ولم تُصدر نيويورك تايمز حتى الآن ردًا رسميًا على البيان أو على قائمة الأسماء الموقّعة، لكن مصادر داخل الصحيفة أشارت إلى أن الإدارة “تتابع الموقف عن كثب”.
خلفية
تواجه صحيفة نيويورك تايمز منذ اندلاع الحرب على غزة في أكتوبر 2023 انتقادات حادة من منظمات إعلامية وحقوقية، تتهمها بالتحيّز للرواية الإسرائيلية وتجاهل معاناة المدنيين الفلسطينيين.
ويأتي هذا التحرك الجماعي ليشكّل أكبر حملة مقاطعة داخلية في تاريخ الصحيفة الحديث، ويطرح تساؤلات حول مستقبل ثقة الكتّاب والمثقفين في المؤسسات الإعلامية الغربية.
المصادر:
Middle East Eye
Middle East Monitor
Belarabiyah
Mehr News
Wikipedia (إصدار 27–30 أكتوبر 2025)





