نعى الاتحاد العام للكتّاب والأدباء الفلسطينيين، يوم الخميس 30-10-2025، الشاعر والمترجم والإعلامي الكبير إسكندر حبش، الذي غادر دنيانا بعد صراع مرير مع المرض، و عمرٍ مديدٍ قضاه في النضال إبداعيًا وفكريًا من أجل عدالة قضية شعبه.

وجاء في البيان الصادر عن الأمانة العامة:

ننعى بكل ألمٍ وحزنٍ الشاعر والمترجم والصحافي الكبير إسكندر حبش، الذي أخلى مكانه في الفانية لعالمٍ يحتويه، ويتركنا على فراغِ حَيِّزه الوسيع من غير عِوَضٍ قادرٍ على ملء مكانه، وهو المثابر والمناضل والمبدع المكين، والمؤمن بعدالة قضية شعبه، والمدافع بكل عنفوانٍ عن حقه في العودة إلى اللدّ، موطن والديه والأجداد.

نودّعه اليوم وقد شغفنا أثرُه الأدبي، وأثرانا بترجماته البديعة، وأغنى مكتبتنا الوطنية برياعٍ يملأ العقول فائدة، ويقينًا بأن الحياة استلهامُ البقاء كرامةً مهما تسلّحت وحاصرت خفافيشُ الموت والظلم أسوارَ أرواح المخلصين.

وإذ نودّعه بما يستحق من مشاعر، نرصّ الوفاء أكاليلَ نورٍ على نعشه الطاهر، مسرى إخلاصٍ لكل ما قدّم وأنجز وناضل وأبدع، وفتح آفاقًا للأجيال القادمة.

ويرفع الاتحاد العام للكتّاب والأدباء، ممثلًا بالأمين العام الشاعر مراد السوداني، وأعضاء الأمانة العامة، والمجلس الإداري، والهيئة العمومية، وكتّاب وأدباء فلسطين، خالصَ التعازي وأصدقَ المواساة لعائلة فقيدنا، فقيد الثقافة والأدب إسكندر حبش، ولمحبّيه ورفاقه في الجبهة الشعبية عظيمَ الأجر وجميلَ الصبر.

رحمَه الله رحمةً واسعة.

إنا لله وإنا إليه راجعون.


وُلد الشاعر والمترجم والناقد إسكندر حبش في بيروت عام 1963 لعائلةٍ من أصولٍ فلسطينيّة من مدينة اللدّ.
منذ الثمانينيات أسهم في إطلاق مجلاتٍ شعريةٍ طليعية. أدار الصفحة الثقافية في جريدة السفير اللبنانية.

أصدر عددًا من المجموعات الشعرية، منها:
«بورتريه رجل من معدن» (1988)، «نصف تفاحة» (1993)، «تلك المدن» (1997)، «أشكو الخريف»، «لا أمل لي بهذا الصمت» (2009)، «لا شيء أكثر من هذا الثلج» (2013)، «إقامة في غبار» (2020).

كان من أبرز المترجمين العرب الذين نقلوا إلى لغتنا أصواتًا عالمية مؤثرة، فعرّف القارئ العربي على فرناندو بيسوا، وأمبرتو إيكو، ومارغريت دوراس، وألساندرو باربكو، وميخائيل بولغاكوف. ساهم في بناء جسرٍ معرفيٍّ وإنسانيٍّ بين الثقافات.

أثْرى المكتبة العربية بترجماتٍ ومؤلفاتٍ رفيعة، منها: «أجمع الذكريات كي أموت»، «نجهل الوجه الذي سيختتمه الموت»، و«هكذا تكلّم أمبرتو إيكو». وكان آخر عطائه كتابه الحواري «ضوء الأمكنة المتناغمة» الصادر عن أكاديمية دار الثقافة ودار الفارابي.

Shares:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *