شهدت مدينة أنتويرب البلجيكية مساء الإثنين، 3 نوفمبر 2025، استهدافاً مباشراً للمتضامنين مع فلسطين، بعدما استخدمت الشرطة البلجيكية مدافع المياه القوية ورذاذ الفلفل لتفريق مظاهرة مؤيدة لفلسطين وضد حرب الإبادة في غزة، رغم الطابع السلمي للاحتجاج.
ورغم الإجراءات الأمنية المشددة، واصل المحتجون تظاهرهم قبل أن تدفعهم قوات الشرطة نحو ساحة “ستينبلين” عقب محاولتهم التجمع في “خروت ماركت” وسط المدينة. وانتقد ناشطون بلجيكيون وفلسطينيون، إلى جانب مؤسسات وجمعيات مدنية مشاركة، ما وصفوه بـ”العنف غير المتناسب” من قبل الشرطة، مؤكدين أن لديهم إذناً قانونياً بالتظاهر وأن تحركهم كان سلمياً بالكامل.
حنظلة تدين وتصف سلوك البلدية بالمنحاز
في السياق ذاته، أدانت جمعية “حنظلة” في بلجيكا الإجراءات القمعية التي تتعرض لها حركة التضامن في مدينة أنتويرب، معتبرة أن سلوك بلدية المدينة “يتسم بالتحيز ضد العمل والتضامن مع فلسطين”. وأكدت الجمعية أن التضامن مع فلسطين حق مشروع، وأن تسييس مؤسسات المدينة “يقوّض قيم العدالة والحرية التي تدّعيها بلدية أنتويرب”.
وأكدت جمعية “حنظلة” بيانها بالتأكيد على رفضها القاطع لأي ازدواجية في المعايير، مطالبةً بلدية أنتويرب بالعودة فوراً إلى جادة القانون واحترام حق المواطنين في التضامن والتعبير السلمي. وشدد البيان على أن ما تقوم به بلدية أنتويرب “لا يمكن اعتباره مجرد خطأ إداري، بل هو تسييس خطير للمؤسسات العامة وتحويل الفضاء البلدي إلى أداة لخدمة أجندة سياسية منحازة، وهو ما يشكل سابقة خطيرة في مدينة عُرفت تاريخياً بانفتاحها وتعدديتها.”
من جانبه، أعلن ائتلاف أنتويرب من أجل فلسطين – الذي يضم عدداً كبيراً من الجمعيات المجتمعية والنقابات والمبادرات الإنسانية – عن اتخاذه إجراءات قانونية أمام مجلس الدولة البلجيكي للدفاع عن حقه في الاحتجاج السلمي والتعبير الحر عن تضامنه مع الشعب الفلسطيني. وأوضح الائتلاف أن هذا التحرك يأتي بعد أسابيع من رفض مجلس مدينة أنتويرب المتكرر لطلبات التظاهر أمام مبنى البلدية، واتباعه ما وصفه بـ”إجراءات قمعية متزايدة القسوة”.
وأكد الائتلاف في بيانه أنه يرفض تطبيع القمع، مشيراً إلى أنه يسعى للدفاع عن العدالة والسلام في فلسطين، ومطالبة مجلس المدينة بوقف علاقاته مع المؤسسات والحكومات الإسرائيلية المتورطة في جرائم الإبادة في غزة. وأضاف البيان: حرية التعبير والحق في التظاهر حقان أساسيان، ويجب أن يُسمع صوت الاحتجاج أمام مبنى البلدية نفسه.”
كما دعا الائتلاف إلى جلسة استماع أمام مجلس الدولة في بروكسل صباح الإثنين 3 نوفمبر، مع انطلاق المشاركين من محطة أنتويرب المركزية، إضافة إلى وقفة احتجاجية رمزية أمام مبنى البلدية مساء اليوم نفسه من الساعة 7:00 حتى 8:00 مساءً، تحت شعار: “الاحتجاج ليس منّة، بل حق.” وأشار الائتلاف إلى أن القمع المستمر الذي يتعرض له منذ أكثر من شهر أدى إلى اعتقال أكثر من ثلاثين ناشطاً وناشطة خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، مؤكداً أن هذه الممارسات لن تثني المتضامنين عن مواصلة تحركاتهم السلمية دفاعاً عن العدالة والحرية في فلسطين.
بدوره يواصل ائتلاف الجمعيات والمؤسسات في المدينة دعوتها الى التظاهرة الأسبوعية، ورافضاً للقمع والتضيق الذي تتعرض اليه حركة التضامن، وقالت انها ستلجأ الى القانون البلجيكي رد على الاعتداءات التي جرت ليلة الاثنين ضد المتظاهرين.






			


